Site icon IMLebanon

ما لم تحصّل إيران مكاسبها… الفراغ سيطفئ شمعته الثالثة

 

 

 

ترى أوساط سياسية في فريق 14 آذار أن ألأخطر من الفراغ المتمدد والتعاطي الإيراني مع الملفات السياسية المستند الى قاعدة النفس الطويل والرهان على فقدان صبر الفريق المناوئ للتغلب عليه وتحقيق الهدف ساري المفعول على ورقة لبنان، هو ان تعمد طهران، في ما لو لم ينجح رهانها، الى المغامرة بالوضع الامني اللبناني باعتباره آخر اوراق الضغط، خصوصا ان مؤشرات النجاح غير ظاهرة حتى الساعة، لاسيما لجهة حفظ مقعد لها في قطار التسويات يؤمن دورا سياسيا بارزا في عدد من الدول وبالاخص في سوريا، لاستمرار خط التواصل قائما من طهران الى دمشق فبيروت يتيح لها التحكم بخط المواجهة مع اسرائيل عبر جنوب لبنان. ذلك ان ادارة الرئيس باراك اوباما التي رفضت الخضوع “لابتزاز” طهران بهدف المساومة على ورقة لبنان راحلة من دون ان تترك مجالا لأي تعديل في الموقف في حين لا يلوح في الافق الروسي ما يوحي باستعداد موسكو لتقديم تنازلات لطهران في سوريا.

وعليه، تبدي الاوساط عبر “المركزية” خشية من “ارتجاجات” أمنية محدودة قد تحصل على الساحة اللبنانية اذا لم تحقق ايران أهدافها المنشودة، مشيرة الى أن سلسلة معطيات برزت اخيرا تندرج في هذا السياق، ليس اقلها الحديث عن ان عديد سرايا المقاومة بلغ خمسين الفا ينتشرون في معظم المناطق اللبنانية وهي رسالة اراد من وجهّها التلويح بالورقة الامنية لحمل قوى سياسية على تليين مواقفها وفي شكل خاص في الملف الرئاسي لايصال المرشح الذي يؤمن مصالح ايران في لبنان، من دون استبعاد ان تكون الجهة نفسها تقف خلف الاضاءة على ما اثير عن حركات مسلحة تنتشر في بعض المناطق من بينها “حماة الديار” تحت ستار مساندة الشرعية والجيش اللبناني الذي نفى اي علاقة له بها. والى العنصرين المشار اليهما، تضيف الاوساط تصعيد حزب الله الاخير ضد وزراء في الحكومة واتهامهم بمساندة “جبهة النصرة” وعنت بهم وزراء تيار المستقبل، بهدف اللعب على الوتر الامني، ولو عن بعد وبقصد “الزكزكة” انما لا يخلو من التوتير السياسي والنفخ في البوق المذهبي الذي يدرك الحزب تماما الى اين قد يؤدي. وتعتبر الاوساط ان مجمل هذه الرسائل المتزامنة لا تمكن قراءتها الا من زاوية الاداء المنسّق بين الحزب وايران الذي توضع خطوطه العريضة في دوائر قرار الحرس الثوري وتحركه “ادواته” في لبنان وسوريا ودول اخرى.

وبالاستناد الى الطموح الايراني التوسعي في العراق وسوريا واليمن ولبنان، تعرب الاوساط عن قلقها من ان تمضي طهران في تصلبها غير آبهة بمصير لبنان ورئاسته وربما باستقراره الامني الذي ما زالت تظلله حتى الساعة الرعاية الدولية، الا انه يخشى ان تستغل لحظة الانهماك الدولي بالاستحقاقات الرئاسية الكبرى وغض النظر عن لبنان لتسدد ضربة امنية تحمل الرعاة الدوليين، في اعتقادها، على الرضوخ لمطلبها، فيدفع لبنان مجددا الفاتورة الاغلى في حجز الموقع والدور الايراني في الدول العربية والذي ترفض منحه لها السعودية ودول الخليج.