IMLebanon

تقرير IMLebanon: بلديات تقاتل “باللحم الحي” بمواجهة “سرطان” النفايات!

waste

 

منذ عام تماماً كانت ازمة النفايات تقض مضاجع اللبنانيين وتزكم أنوفهم وتخنق انفاسهم، وها هو التاريخ يعيد نفسه فالازمة عادت لتستفحل وتتكدس اكوام النفايات في الطرقات وبين المنازل ليعود معها الحرق العشوائي وكل ذلك في موسم الصيف!!

هذه الازمة مثال حي عن آداء دولة فاسدة مهترئة ساقطة فاشلة لا تنفع لأي شيء سوى السمسرة والصفقات والسرقة ونهب الأموال وتجويع المواطنين ووضعهم في المواجهة مع بعضهم، فيما المسؤولون يجتمعون على تقاسم الحصص والغنائم!  دولة لا تخجل من نفسها ولا تتعلم من أخطائها، وضعتنا في مواجهة نفاياتنا لعام كامل بسبب عدم اتفاق المسؤولين على كيفية تقسيم أرباح بيع النفايات للخارج حيث فاحت روائح الصفقات عندما تمّ الكشف عن أسماء الشركات ليتبيّن أنّها غير مؤهّلة لتلك الوظيفة.

وها هو قد مرّ على الأزمة المستجدة نحو أسبوع تقريبًا بسبب اقفال مكب برج حمود لتطمر النفايات شوارع مناطق عدّة من جبل لبنان خصوصاً المتن وكسروان، فيما تبدو البلديات، ومنها المنتخب حديثاً، في مواجهة أزمة تكاد تكون مستعصية.  فبلديات قضاءي المتن وكسروان تقاتل باللحم الحي لمواجهة تلك الأزمة التي تشكل خطرًا بيئيًا وصحيًا على السكان والأهالي ما دفعها الى ايجاد حلولا موقتة لحين التوصل الى حلّ نهائي للأزمة. ففي ظل تكرار الأزمة ما هي الحلول التي تقوم بها البلديات؟ وكيف تواجه انتشار النفايات في الشوراع؟

نفايات برمانا في أرض رئيس البلدية!

رئيس بلدية برمانا بيار الأشقر يكشف لـIMLebanon  أنّ “أزمة النفايات تتكرّر مثلما حصل العام الفائت والحل الذي وجدناه سابقا نقوم باستخدامه اليوم أيضًا ويتمثل بوضع النفايات في أرض أملكها ونقوم بفرزها والفرز يكون على اليد لأننا لا نملك اي معدات”، مضيفا أنّنا “نستفيد من النفايات القابلة للتدوير عبر بيعها لبعض الشركات اما النفايات الأخرى فننتظر الحل حتى تأتي “سوكلين” وترفعها”.

الأشقر يضيف أنّ “المكب الموقت قادر على استيعاب وتحمل النفايات لفترة لا بأس بها ولكن نأمل إيجاد حل سريع للأزمة لان النفايات تتراكم في الشارع حتى ولو قمنا برفعها يوميا”، مشيرا الى أن “شوارع برمانا ليست بالنظافة المطلوبة لان لا امكانية لدينا لرفع النفايات كلها من الشارع وفي الوقت المطلوب والبلدية تقوم بتوعية الأهالي ليقوموا بفرز نفاياتهم”.

ويشدّد على أنّنا “نواجه مشكلة كبيرة جدًا وهي أنّ هناك بعض الضيع والتي يصل عددها الى خمسة تقوم برمي نفاياتها عندنا لذلك بدأنا نواجه ازمة بسبب هذا الكم الهائل من النفايات التي نقوم بمعالجتها”، مضيفًا أنّ “هناك بعض من يأتي على الدراجات النارية ويرمي النفايات في البلدة عندنا ولا يمكننا أن نضبط الأمور كما يجب”. ويلفت الى أنّه “ضحى بأرضه موقتا ولكن هذا الامر لا يمكن أن يستمرّ على هذا الشكل خصوصًا وأن الارض التي يتم استخدامها هي لبناء مشاريع عدّة لذلك لابدّ من إيجاد حلّ سريع”.

ويعتب الاشقر أنّ “المسؤولين لا يمكنهم الاتفاق على شيء إن كان على سد جنّة أو ملف النفط أو النفايات أو الكهرباء أو قانون الانتخابات أو رئيس للجمهورية لذلك وصلنا الى حائط مسدود والأمر يتطلب منهم ان يحكمّوا ضميرهم تجاه الشعب”، مضيفا أنّ “الشعب ساكت على الرغم من كل الازمات المتراكمة، والوضع الاقتصادي السيء ينمّي الارهاب واكبر انتاج للارهاب هو عندما يصل الشاب الى حد اليأس فيسعى الى اي شيء يعطيه أي مدخول”.

زوق مكايل مستعدّة فقط ليومين إضافيين

رئيس بلدية زوق مكايل إيلي بعينو يؤكّد لـIMLebanon  أننا “بدأنا بتنظيف مستوعبات النفايات في البلدة ونضعها في مكان واحد ونجمعها بانتظر قرار مجلس الوزراء”، مشيرًا الى أنّ “المكان الذي يتم تجميع فيه النفايات يقع ضمن نطاق زوق مكايل في املاك خاصة لكي لا تنتشر في الشوارع”.

ويشرح بعينو أننا “لا نقوم بفرز النفايات حاليا، ولكن اذا تغيرت عملية رفع النفايات بالطبع سنلجأ لفرزها من المصدر لان الامر سيخفف من كميتها وعندها يمكننا الاستفادة من النفايات القابلة للتدوير عبر بيعها ولكن في الوقت الحاضر لا نملك المكان المتاح لكي نقوم بعملية الفرز”.

ويشدّد على أنّ “البلدية غير قادرة على مواجهة الأزمة لأكثر من يوم او يومين لاننا نواجه مشكلة كبيرة بسبب ضيق مساحة الأرض التي نقوم برمي النفايات فيها، ونسعى لمكافحة انتشار النفايات في الشوارع وبين المنازل لذلك اتخذنا القرار بجمعها في مكان واحد إلا أنّ هذا الموقع غير قادر على استيعاب كميات كبيرة”، مطالبًا “المسؤولين مساعدة زوق مكايل لانقاذها من هذا الخطر البيئي”.

ويكشف بعينو أنّنا “اتخذنا قرارًا برفع النفايات من الشوارع لكي لا تنتشر الأوبئة والجراثيم بين المنازل ممّا سيؤثر سلبًا على المواطنين بالإضافة لمكافحة انتشار الحيوانات والقوارض التي تتغذى من النفايات، وقمنا بجمعها في مكان واحد ووضعنا عليها الكلس والمبيدات لتجنب انبعاث الروائح ونحن طبعًا حرق النفايات ونحاول استخدام امكانياتنا الخاصة عبر الاتصال بمعمل صيدا ومعمل بعلبك لنقل النفايات كي تتم معالجتها، ونحن سبق وتعاونا مع معمل صيدا ولكن في الوقت الحاضر بسبب دواع سياسية لا يمكننا الإتّصال بهم”.

ويطلب “من المسؤولين أن يساعدوننا لإيجاد أي مخرج لأزمة النفايات ونحن كاتحاد بلديات كسروان – الفتوح نسعى لانشاء معملنا الخاص ولكن حتى انشاء المعمل هناك فترة طويلة لذلك يجب إيجاد الحل سريعًا”.

جونية ستعالج نفاياتها مركزيًا

نائب رئيس بلدية جونية روجيه عضيمي يؤكّد في حديث لـIMLebanon أنّ “البلدية بدأت برفع النفايات منذ يوم السبت الفائت ورفعنا قسمًا كبيرًا منها ولكن لا يزال هناك كمية كبيرة منها منتشرة في الشوارع ونقوم بجمعها في أرض خاصة تابعة لنطاق البلدية”.

ويكشف عضيمي أنّ “برنامجنا هو أنّنا نسعى لانشاء معملنا الخاص لفرز النفايات واتخذنا القرار وسنباشر بالأمر ولكن المشروع سيتطلب على الأقل 9 أشهر”، مضيفا أننا “قرّرنا أن تكون المسألة مركزية لأنّ الأزمة لن تنتهي ومثل كلّ مرّة هناك تركيبات عدّة على أساس انتهينا من المشكلة فتعود وتخلق من جديد”.

ويلفت الى أنّ “المشكلة هي اننا نرفع النفايات من الشوراع ولكن في اليوم نفسه تعود وتتراكم وتتكدس من جديد، لذلك الأمر بحاجة لمعالجة مركزية وسنبدأ بالعمل في انشاء معمل الفرز في خضون ايام قليلة وسيكون لمناطق كسروان كافة”.

وفي ما يخص فرز النفايات من المصدر، شدد على أن “هناك تعميمًا يساعد الناس على كيفية فرز نفاياتهم ولكن لم يلتزم أحد بالأمر لأنّ “سوكلين” عندما كانت ترفع النفايات كانت تجمعها كلها مع بعضها وترميها في الشاحنة لذلك من هذا المنطلق لم تعد الناس تلتزم”، مضيفا أنّ “اليوم سنعود ونفرض هذا الأمر على المواطنين لاننا سنقوم بانشاء معملنا الخاص لفرز النفايات”. ويطالب عضيمي الدولة وخاصة مجلس المال الموازنة الافراج عن الأموال الخاصة بالبلديات لكي تستطيع ان تقوم بما يلزم لمواجهة الازمة وانشاء المعمل لأن الأمر مكلف جدا.

هكذا تواجه بلدية الضبية

نائب رئيس بلدية ضبية عبدو الزغبي يؤكّد في حديث لـIMLebanon  أنه “في الازمة المفتوحة للنفايات في المرة الفائتة لم يكن عندنا أزمة في الضبية وواجهناها عبر خلق مكب موقت حتى وصلنا الى حلّ وقامت شركة “سوكلين” برفعها”، مضيفا أننا “لم نتحرك بعد على أساس أنّ الازمة ستنتهي بأيام قليلة ولكن اذا لم تنتهِ فسنعود للطريقة القديمة ونرفع النفايات من الشوارع ونكدسها بمكان بعيد عن الشوارع لأنه ليس عندنا أي مكان لكي نقوم بمعمل للفرز أو محرقة لحرق النفايات والتخلص منها”.

وأضاف أنّ “النفايات ستتراكم ولكن نحن نسعى الى مواجهتها لكي لا تتراكم بشكل عشوائي في الشوارع وبين الأبنية، ونطلب من المواطنين ان يساعدونا قليلا لكي نتخطى تلك الازمة ونأمل ان يتوصل المسؤولون الى حل للأزمة”.

وشدّد الزغبي على أنّ “البلدية لا تقوم بحرق النفايات اطلاقا بل تكافح الأمر عبر الاتصال بالدفاع المدني ليطفئ النيران في حال اشتعلت”، موضحا أن “السكان والاهالي لم يشعروا بأزمة النفايات في المرة السابقة ونسعى لايجاد الحل اليوم مع توقف “سوكلين” عن رفع النفايات من الشوارع”. وفي ما يخص الفرز من المصدر، يرى الزغبي أن “الأمر لا يقدم ولا يؤخر لأنّ “سوكلين” ستأتي وستقوم برفع النفايات كلها مع بعضها وستضعها في الشاحنة نفسها إن كانت نفايات قابلة للتدوير أو لا لذلك ليس هناك أي شيء عملي بشأن الفرز”.