منذ بدء الاستحقاق الرئاسي في ايار 2014 وحتى اليوم، لم يتزحزح “حزب الله” “قيد انملة” عن موقفه الداعم لوصول رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، لا بل اعلن وفي اكثر من مناسبة وعلى لسان مسؤوليه، من امينه العام السيد حسن نصرالله الى وزرائه ونوابه ان مفتاح قصر بعبدا في “جيب عون”، ومن يُرد انجاز الاستحقاق فطريق الرابية سهلة ومعبّدة امام الجميع.
هذا الموقف الثابت و”الاخلاقي” كما وصفه نصرالله في احدى اطلالاته مستمر ولم يطرأ عليه اي تغيير بحسب وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش في تصريح لـ”المركزية”، رامياً كرة مسؤولية تعطيل الاستحقاق ومنع وصول عون الى قصر بعبدا الى ملعب “تيار المستقبل” بقوله ان “المستقبل” فوّت عليه فرصة قدّمها له الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة من بنت جبيل لانتاج تفاهم لاخراج البلد من ازمته، بقوله ان “لا حل رئاسياً الا بتبنّي ترشيح عون، وان “حزب الله” ايجابي ومُنفتح على مسألة رئاسة الحكومة”.
اضاف “يا ليت “تيار المستقبل” استكمل حتى النهاية مبادراته التي قدّمها لحلّ ازمة رئاسة الجمهورية، ولم يخضع للضغوطات والفيتوات الخارجية، وتحديداً من قبل السعودية”، معتبراً ان “مشكلة “المستقبل” هذه الايام انه يتحدّث بلغتين، بحيث “تتجاذبه” اتّجاهات عدة ويُعاني من مشكلة اتّخاذ القرار”.
والتقاء “التيار البرتقالي” مع حليفه “الاصفر” في الملف الرئاسي لا يُلغي “تمايزهما” في بعض القضايا الاخرى ابرزها اخيراً ملف التعيينات الامنية الذي على اساسه قاطع وزراء “التيار الوطني الحر” الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء “كرسالة تحذيرية” ضد التمديد للقيادات الامنية، في حين ان “حزب الله” لم يحذُ حذوه.
وفي السياق، اوضح فنيش ان “لا اختلاف في المواقف بيننا وبين “التيار الوطني الحرّ” في شأن ملف التعيينات”، لافتاً الى ان “للتيار “تقديراته” في هذا الملف، وللحزب تقديراته ايضاً، لكن هذا لا يمسّ تفاهمنا وتوجهاتنا الاستراتيجية، فعلاقتنا ليست قائمة على اساس ملف من هنا او مسألة من هناك وانما على اساس رؤيا مستقبلية لمصير البلد”.
واشار الى ان “لا معطيات جديدة عن موقف “التيار” في ما خص مقاطعته جلسة مجلس الوزراء على خلفية ملف التعيينات”، متحدّثاً عن “اتصالات مع الرابية تسبق الجلسة المقبلة المُقرر عقدها الخميس 8 الجاري”، آملاً في “ان يتم التفاهم على التعيينات”.