وصل وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية توماس شانون الى لبنان، في حين تدخل الولايات المتحدة تدريجيا تحت تأثير انتخاباتها الرئاسية المقررة في تشرين الثاني المقبل، الموعد الذي كلما اقترب أبعد ملفات المنطقة والعالم عن قائمة اهتمامات واشنطن، في زيارة تستمر يومين يلتقي خلالها عددا من المسؤولين اللبنانيين، كان أبرزهم اليوم مستشار رئيس الحكومة شادي كرم (لوجود الرئيس تمام سلام خارج البلاد) على مدى ساعة وربع الساعة، ووزير الخارجية جبران باسيل، على ان يجتمع أيضا برئيس مجلس النواب نبيه بري.
مصادر سياسية تسنى لها مقابلة الديبلوماسي الاميركي أكدت لـ”المركزية” أن زيارته وهي الى حد كبير استطلاعية واستكشافية، نقل خلالها شانون الى القيادات اللبنانية رسالة ثلاثية الأبعاد. أولا، أن لبنان لا يزال مدرجا على لائحة أولويات الولايات المتحدة. فرغم كثرة الملفات الاقليمية وسخونتها وأبرزها ملفات سوريا والعراق واليمن، فان الاهتمام الاميركي بالواقع اللبناني لم يتبدّل وهذه الاحاطة ستستمر رغم انهماك واشنطن بالقضايا هذه من جهة وبانتخاباتها الرئاسية من جهة أخرى، والدليل وجوده في لبنان في هذا التوقيت بالذات، كما قرار الولايات المتحدة انشاء سفارة جديدة لها في بيروت تفوق كلفة تشييدها المليار دولار.
النقطة الثانية التي توقف عندها شانون، تتعلق بالاستحقاق الرئاسي اللبناني، حيث شدد أمام من التقاهم على ضرورة ملء الشغور في أسرع وقت بعد أكثر من عامين على الفراغ في قصر بعبدا، وأعلن وفق المصادر، استعداد بلاده للمساعدة في انجاز الانتخابات وتسهيل حصولها، الا انه أكد ان هذه المهمة تبقى اولا مسؤولية لبنانية. وكان المسؤول الاميركي قال من قصر بسترس اليوم ان “الولايات المتحدة ستواصل تقديم الدعم الثابت للبنان لكن لا يمكنها ان تقدم حلولا للقضايا الداخلية مثل الفراغ الرئاسي لان هذه الحلول يجب ان تأتي من المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني، لكن اطمئنوا، فيما يستمر لبنان في وضع هذه الحلول، ستستمر أميركا في دعمكم في كل خطوة”. في المقابل، أكد شانون على المخاطر التي قد يحملها عدم انجاز الاستحقاق، على الصعد السياسية والامنية والاقتصادية، فيما الانتخاب ضروري للحفاظ على الاستقرار اللبناني الذي يبقى أولوية لدى المجتمع الدولي وواشنطن.
أما الرسالة الثالثة التي يغتنم شانون وجوده في بيروت لتوجيهها، فهي مضي بلاده قدما في مسيرة دعم الجيش والاجهزة الامنية اللبنانية كونها العمود الفقري للاستقرار، والتزام الولايات المتحدة المطلق والثابت بتسليحها وتجهيزها وتطويرها لتعزيز قدراتها على جبه التحديات الكثيرة الملقاة على عاتقها وابرزها مكافحة الارهاب الذي حاول مرارا النفاذ الى لبنان عبر الحدود الشرقية والشمالية، فكان له الجيش بالمرصاد وخنق مخططاته في المهد. هذا اضافة الى التزام واشنطن دعم نشاطات عدد من المنظمات غير الحكومية عبر مؤسسة USAID.
كما تطرق شانون خلال مباحثاته اللبنانية الى قانون العقوبات الاميركية المفروضة على حزب الله حيث استفسر عن كيفية تطبيقه لبنانيا ومدى التزام لبنان ومصارفه بالتعاميم الاميركية، تختم المصادر.