كتبت ثريا شاهين في صحيفة “المستقبل”:
دعت أوساط وزارية اطرافاً في الحكومة الى الابتعاد عن الخطاب الطائفي والمذهبي، وتسهيل مهمة رئيسها واستكمال مسيرة الحكم، في انتظار ان تتغير الامور ويصبح هناك رئيس جديد للبلاد وحكومة جديدة.
وليس هناك من جاهزية لدى الحكومة لأن تتحمل فكرة ان المسيحيين مغلوب على امرهم، وان تكمل من دون “التيار الوطني الحر”، مشيرة الى كل ما يحصل في هذا السياق هو بمثابة نزوات وتوجيه رسائل.
وتشير المصادر الى ان ما يطلبه “التيار لوطني” يجب ان يوضع في ميزان القوى. انما اقرب حلفاء هم مع قائد الجيش العماد جان قهوجي. ولا يستطيع التيار ان يحقق تعيين قائد جديد، ولو حتى فكر في الشارع الا اذا كان الحزب معه عملياً. لكن الحزب لديه مصلحة في بقاء الحكومة مع انه حافظ على اللياقات مع التيار.
وتعتبر المصادر ان كلام وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل هو خطاب تراجعي والجميع يشجعه على ايجاد المخرج اللازم.
وتؤكد مصادر وزارية اخرى ان الخطاب الطائفي والمذهبي ينعكس سلباً على الوضع في البلد، ويؤدي الى تراجعه في المجالات كافة، لافتة الى ان تيار “المستقبل” دعا مراراً وتكراراً الى أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، والحفاظ على الحكومة، لانه لا يمكن ان تبقى مشلولة، ولو كانت لا تستطيع اتخاذ قرارات كبيرة، لكنها تبقى رمز الاستقرار، الا ان الجو الطائفي ينعكس على فاعليتها وادائها. ونبهت على ان رفع نبرة المواقف من قبل مكونات في الحكومة يؤدي الى التراجع وليس الى التطور. والامر بالتالي يتطلب وعياً كافياً لديها للحؤول دون تدهور اوضاعها.
وتؤكد مصادر ديبلوماسية، ان لبنان لن يشهد حلولاً جذرية للمشكلات التي تواجه الحكومة، وان استقالتها ليست الحل. واذا كانت كل الحركة ستؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، فان انتخابه لا يتأثر بالمقاطعين. فالذين يتغيبون ويهددون بالنزول الى الشارع، يمثلون قوة داخلية، وهي ليست قوة ذات ارتباط اقليمي من شأن حركتها ان تغير الامور، وأي نشاط لها لا يؤدي الى تغيير في اي توجه لاسيما وانها بعيدة التأثير في تغير معادلات اقليمية تضغط في اتجاه التغيير الذي تطلبه. المهم التأثير على الارض.
“حزب الله” وفقاً للمصادر، متفهم لهذا التوجه الذي يسلكه العونيون، لكنه غير متحمس لتبني مشكل كبير في البلد، عندما ترك الوزراء الشيعة الحكومة سابقاً كان لتحركهم تأثير على الارض. إنما هذا لا ينطبق على العونيين الذين لا يبدو انهم قادرون على تغيير الوقائع، إلا اذا دخل البلد في مرحلة لي الذراع، إنما هذا ليس هو الجو حالياً.
كما ان الشارع اللبناني ليس في جو الدخول في مجال التشنج في السعي الى تأمين حقوقهم لاسيما في الخدمات. الناس حالياً يختارون بين السيئ والاسوأ. السيئ هو خرق الميثاقية، لكن الأسوأ هو سقوط الحكومة. وهذا الامر لا احد يريده لان البديل يصعب توفيره في ظل غياب رئيس الجمهورية.
وتفيد مصادر سياسية، ان هناك في اوساط النائب ميشال عون اجواء تشير الى انه يعتبر ان التمديد لقائد الجيش سيتم، وان العونيين لن يستطيعوا الوقوف في وجهه، لكن تحركهم ورفضهم يهدفان الى ما هو ابعد من ذلك، اي لكي لا يحصل التمديد للمجلس النيابي.
لا يمكن للعونيين منع التمديد لقائد الجيش وفقاً للمصادر لا سيما أن أي اسم من الاسماء الثلاثة المطروحة لم ينل موافقة ثلث مجلس الوزراء. وتقول هذه المصادر: «ان غياب رئيس الجمهورية له حيثية، لكن ذلك يصلح لو كان تأخير الانتخاب تم لشهر او شهرين، لكن عدم الانتخاب استمر لاكثر من سنتين، وحتى الآن لا احد يعرف متى سيتم. انما بالتوازي مع وجود قائد للجيش معين او جدد له، يمكن التفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية، يقدم له قائد الجيش استقالته. فإما ان يتبنى وجوده او يقبل الاستقالة. حتى ان رئيس الجمهورية في حال وجد، ليس لديه خيار واسع لان الاختيار هو بين ثلاثة ضباط موارنة من اعلى الرتب، واسماؤهم معروفة. وهناك سؤال مطروح، كيف يتم اجراء انتخابات نيابية في ظل غياب رئيس، اذا لم يصر الى انتخابه قبل انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي؟ فالحكومة تصبح مستقيلة، وليس من رئيس يجري استشارات لتشكيل حكومة جديدة. فهناك اطراف لا تقبل بحصول انتخابات نيابية بالقانون الحالي، وتريد حصولها حتى لو لم يكن هناك رئيس.