اعتبر زوار العماد جان قهوجي ان الانجازات التي يحققها الجيش اللبناني، في مواجهة التنظيمات الإرهابية سببها بحسب العماد قهوجي، هو “عدم الاستهتار بالأمن، ودعم الأصدقاء والأشقاء، وعلى مؤسسات الدولة، ريثما تمر العاصفة”.
وخلال جولته الاميركية، قال له الأميركيون: حافظوا على استقرار بلدكم، مشيرا الى وجود قرار اميركي كبير بتلبية احتياجات الجيش اللبناني، ومن أسلحة وذخائر، انهم مهتمون بدعم كل طرف يظهر الاستعداد للإمساك بزمام أمر بلده.
وبحسب صحيفة “الأنباء” الكويتية، نقل زوار العماد قهوجي عنه اقتناعه بالحكمة القائلة: “ما حك جلدك مثل ظفرك” ومن العبارات التي يرددها دائما، مثل شعبي لبناني قديم “احفظ رأسك عند تغيير الدول” ويفضل تغيير “قطش قريّعة” اي اخفض “قرعتك” عند هبوب العاصفة، وثمة من شبّه العماد قهوجي بطائرة “الاواكس” او الرادار الطائر، الذي يغطي مئتي هدف في الوقت ذاته، في القيادة وفي الميدان، في التمويل والتسليح، فهو رغم فيض الاسلحة الاميركية المدعومة بالذخائر، حاضر لتسلم اي هبة سلاح من اي جهة شرط غياب الشروط، مع أفضلية الاسلحة الغربية الصنع المعتمدة في لبنان، وغالب الأسلحة المقدمة للجيش تأتي كهبات، بمعظمها من الدول الغربية والعربية.
وعن الأسلحة الروسية، نقل الزوار عنه ان الأسلحة الروسية لدى الجيش محدودة، دبابات وراجمات صواريخ، وبعض المدافع.
ونستورد منهم قطع غيار لهذه الأسلحة لقاء بدل.
وبالمناسبة يُذكر ان الرئيس الروسي بوتين أبلغ الرئيس سعد الحريري عام 2008 قوله: لا حدود لما يمكن ان تقدمه روسيا للجيش اللبناني.
ولفتوا الى تقديمات الأسلحة من الأردن، على اختلافها، ومنها ناقلات جند بحجم كتيبة، والتواصل مفتوح بين القيادتين العسكريتين اللبنانية والأردنية، كما هو الحال مع الاشقاء في دول الخليج.
وبالسؤال عن مضمون الزيارة الاخيرة لقائد القيادة الاميركية الوسطى الى لبنان مؤخرا، ولقائه العماد قهوجي دون سواه، ما أوحى بعمل عسكري ما على مستوى المنطقة، ينقل الزوار: قلنا لهم لا نريد عداء مع أحد، لكن لن نسمح بتمدد الفوضى الى داخل الحدود.
ويؤكــدون اهتمــــام الأميركيين البالغ بالمحافظة على الاستقرار في لبنان، لكننا نعتقد أنه مادام الجرح السوري مفتوحا سينزف باتجاه حدودنا وبالتالي علينا متابعة الجهود، كي لا يحصل عندنا ما نراه عند سوانا، ومن جهتنا نحن لن نشكل خطرا على الأمن السوري، وما يهمنا هو المحافظة على الاوضاع اللبنانية، وعلاقتنا جيدة مع إيران. وهناك دعوة رسمية للعماد قهوجي لزيارة طهران، كما هي العلاقة جيدة، مع الجيش التركي، خصوصا على صعيد التدريب.
وعن العلاقة مع الدول الخليجية، نقل زوار العماد قهوجي، حرصه على أفضل العلاقات مع الدول العربية الخليجية التي تحتضن آلاف اللبنانيين، وحدد السعودية والكويت والامارات وقطر، مذكرا بما قدمت للبنان في أزماته.
وأضاف الزوار نقلاً عنهم: لا نريد مقاطعة أحد، ولا التدخل في شؤون أحد، وقد دعوت اللبنانيين العاملين في البلدان الخليجية الى عدم التعاطي بالشؤون السياسية للبلد الذي يحتضنهم، فالخليجيون، والكويتيون خصوصا، يعتبرون لبنان بلدهم الثاني، ونحن ندرك حجم محبتهم له وحدبهم عليه، وعلى استقراره، واللبنانيون يضمرون لهم نفس المشاعر.
وعن التحرك المصري، ينقل زوار العماد قهوجي ارتياحه لأي دور تلعبه مصر ذات الاهتمام الدائم بلبنان، وأشار الى زيارة وزير الخارجية سامح شكري الى بيروت، متوقعا أن تكون نتائجها بحجم التوقعات، بحكم تواصل القاهرة مع دمشق ومع أكثر من عاصمة إقليمية، وهو ما يمكن أن ينعكس إيجابا على الاستقرار اللبناني.
وعن الأوضاع في جرود عرسال بعد سلسلة العمليات الاستباقية للجيش يقول الزوار: لقد تحولت التنظيمات الارهابية، “داعش” و”النصرة” بعد تلك العمليات، من الهجوم الى الدفاع، وبات الوضع في عرسال أفضل، تبعا لوضع الجيش المتماسك واحتضان الأهالي له، وحين تقطع الطريق عن المسلحين من الداخل السوري، نستطيع أن نهاجمهم في الجرود اللبنانية، ونحن نضرب أي تحرك لهم بما يتوافر من أسلحة، لكننا نأخذ بالاعتبار وضع أهالي البلد، مع وجود مائة ألف نازح سوري أضيفوا اليهم، ولا يمكننا نشر آلاف الجنود في البلدة الواحدة.
وبالنسبة للجرح السوري النازف، كما يصفه العماد قهوجي، فاعتقاد القيادة العسكرية اللبنانية، أن العودة الى المفاوضات الجدية، تبدأ مع بلورة الأوضاع العسكرية في مدينة حلب.
وحول ما تردد عن شروط أميركية على طبيعة استخدام الجيش للأسلحة الاميركية، يقولون: شرط واحد، يضعه الأميركيون على مبيعات أسلحتهم، هو ألا تستهدف مدنيين، أو بالأحرى غير المتحاربين، ولا شيء غير ذلك، وهذه أيضا سياسة الجيش اللبناني، المهم ألا يتعرض المدنيون أو غير المعنيين للخطر.
وأوضاع المخيمات الفلسطينية لا تقلق قيادة الجيش، كون القيادات الفلسطينية واعية لكل المخاطر، والتسوية الأخيرة التي اعتمدت مبدأ ان يسلم المطلوبون المختبئون داخل بعض أحياء مخيم عين الحلوة أنفسهم للقضاء اللبناني فرّجت الأجواء داخل المخيم، وفي محيطه، ولا شيء الآن يثير المخاوف.
يبقى عامل التوتير الإسرائيلي في مزارع شبعا، هنا ينقل عن قهوجي أن الإسرائيليين يدعون أنهم يشقون الطرق في المزارع لحماية أنفسهم، وكان ردنا أن هذه أرض لبنانية محتلة.
فأجابوا، بل هي أرض أخذناها من سورية، وبالتالي المراجعة بشأنها يجب أن تأتي من سورية!