اعتبر وزير العدل اللواء أشرف ريفي ان لبنان اليوم في وضع امني مقبول نسبيا، قياسا على ما يحصل في سوريا والعراق واليمن، انما على الصعيد الاقتصادي، هناك تعسر كبير، وربما اشد من التعسر السياسي، رغم ان الشغور الرئاسي جريمة لا تغتفر بحق الوطن والشراكة الوطنية، وهو ما ادى الى تعسر الحكومة وشلّ مجلس النواب.
واشار الوزير ريفي في حديث لصحيفة “الأنباء” الكويتية الى أن طاولة الحوار المدعو إليها تمويه لما يسمى المؤتمر التأسيسي لحزب الله، وقال: لن نرضى بأي افتئات على حقوقنا، ولن نقصر في واجباتنا كمواطنين يحق لنا ما يحق لغيرنا.
وأسِف ريفي لوجود قرار إيراني بعدم انتخاب رئيس للبنان قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني المقبل، وهو يريد استخدام ورقة الرئاسة اللبنانية في لعبته الاقليمية.
وأوضح انه لا يرى أن أيا من أصحاب الاسماء الموارنة الاربعة (عون، الجميل، جعجع، فرنجية) سيكون رئيسا، ولا أرى ميشال عون أو سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، الرئيس سيكون غير هؤلاء الأربعة.
وعن التحضيرات لخوض الانتخابات النيابية على مستوى كل لبنان، بعد فوزه الساحق بانتخابات بلدية طرابلس، قال: “لأن صيدا عزيزة علينا، هي مدينة الشهيد الرئيس رفيق الحريري، وللسيدة بهية الحريري، نائب المدينة، مكانة خاصة لدينا، لذلك استثنيتها لأقول نعم أنا أحترم السيدة بهية”، والرئيس السنيورة أيضا، له مكانة خاصة عندي.
واكد ريفي ان جريمة تفجيري مسجدي التقوى والسلام لجريمة فظيعة، لكنها ليست غريبة على النظام الذي يرشق شعبه بالبراميل المتفجرة، مشيراً الى ان “العملية لم تنته بعد، وقاضي التحقيق العدلي أصدر مذكرة تحر دائم لمعرفة هوية الضباط السوريين المتورطين الآخرين، وتحديدا المسؤولين عن إعطاء الأوامر، وأنا أفتخر بأنني أنشأت شعبة المعلومات التي تمكنت من مواكبة ملف الرئيس الشهيد رفيق الحريري بمهنية وموضوعية، وكذلك في قضية المجرم ميشال سماحة، والآن تفجير مسجدي التقوى والسلام، هناك من قرر هذه الجريمة والتحقيق مستمر للوصول اليه.”
وأضاف: أرسلت كتابا رسميا الى الحكومة أطلب فيه طرد السفير السوري وتقديم شكوى للأمم المتحدة بحق النظام السوري وكتابا آخر الى وزير الداخلية نهاد المشنوق أطلب فيه حل الحزب العربي الديموقراطي الذي يرأسه رفعت عيد المتورط بعض عناصره بالجريمة.
واعتبر ريفي ان الغطاء الايراني يقتصر على حزب الله ومحيطه، وهو لا يدعم الشيعة كشيعة، إنما يستخدم حزب الله كأداة في يده، الدول العربية من السعودية الى الكويت والامارات وقطر وغيرها، تدعم الدولة اللبنانية، وكل اللبنانيين، وليس لفئة معينة كي تستقوي على الآخرين، كما تفعل إيران.
ومن هنا اعترضنا على الدور الايراني، ونحن ملتزمون بعقد جماعي ينص على أن تحكمنا الدولة وليس دويلة حزب الله ولا أي دويلة، النظام السوري هو من سلم زمام الأمور لدويلة حزب الله قبل أن يرحل عن لبنان، لكن تراجع بشار الأسد وغرقه في أوضاعه، أغرق مع حزب الله في الوحل السوري.
واكد اللواء ريفي ان النظام السوري وصل في مرحلة معينة الى شبه انهيار، فتدخلت إيران عبر مجموعات تعمل لصالحها فأطالت بعمره، وعندما اصبح النظام وداعموه على أبواب الانهيار مرة أخرى، تدخلت روسيا، والآن انا أعتقد ان هناك من يحاول لعب لعبة التوازن بين الطرفين، الثورة والنظام، لإطالة أمد الحرب وزيادة الضحايا والخراب، وأرى ان على الدولتين الكبيرتين الولايات المتحدة وروسيا اخراج سورية من أتون الصراع العسكري الذي لن يأتي إلا بالخراب والدمار، وتوجيهها نحو الحلول السياسية.
وأسف ريفي لمعاناة الشعب السوري النازح في لبنان وقال: نحن نتألم لمعاناتهم، والشعب السوري لم يقصر في احتضان اللبنانيين إبان محنتهم، كما اننا كلبنانيين لم نقصر معهم الآن، فنحن دولة صغرى نسبيا، لا نستطيع تحمل أعباء 35% من حجم سكان لبنان، أضيفوا اليه جراء النزوح السوري، وردا على استيضاح حول توطينهم في لبنان، كما بدأت تظهر المخاوف، قال ريفي: هذا غير وارد، فدستورنا لا يسمح والوضع الديموغرافي لا يسمح، ولا أعتقد ان هناك سوريا ذا كرامة، يقبل التخلي عن جنسيته الوطنية ليحمل جنسية بلد آخر، فكرامة الإنسان في موطنه، كما لا أخشى ان يتحول السوريون في لبنان الى لاجئين كالفلسطينيين، لأن وضع فلسطين مع الاحتلال الاسرائيلي، مختلف عن الحاصل في سورية.
كوزير للعدل، رأى اللواء ريفي ان القرار الإقليمي يحجب التداعيات السورية عن الداخل اللبناني، والقوى الداخلية متجاوبة، وطبعا هذا لا يعني اننا في المدينة الفاضلة، فهناك تفلتات أمنية، كانعكاس للأحداث السورية، لكن الجيش والقوى الأمنية، قادرة على جعل الأحداث الحاصلة متفرقة ومنعزلة وبالتالي قابلة للاحتواء، وقد أثبت الجيش جهوزية وقدرة عاليتين، وأحيي بالمناسبة العماد جان قهوجي، قائد الجيش الذي أثبت كفاءة وطنية وأمنية وعسكرية رفيعة وحكيمة تستحق كل تقدير.
أما عن المبادرات الدولية باتجاه لبنان فيقول ريفي: فرنسا قامت بمبادرات وأعطت لبنان اهتماما خاصا إنما المحاولات الأخيرة لم تثمر ومصر دولة ذات وزن عربي كبير وقد جاء وزير خارجيتها سامح شكري ببعض الافكار، رغم انشغالاتها الداخلية، لكن مصر تبقى مصر في قلوب اللبنانيين ووجدانهم، ودورها مطلوب في اي وقت.