بالسلطة التي أعطاه إيّاها السيّد المسيح وبعد طلب المعونة الإلهية، أعلن قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس الأول الأحد 4 أيلول 2016 الطوباوية الأم تيريزا دي كالكوتا “قديسة” على مذابح الرب، لتنضمّ الى قافلة القديسين التابعين للكنيسة الكاثوليكية، وذلك في قداس احتفالي في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان شارك فيه أكثر من 100 ألف شخص من أنحاء العالم كافة.
البابا فرنسيس قال في عظته بعد الإنجيل المقدس إنّه “كما أتى الرب إليّ، هكذا أنا عليّ أن أذهب وأعطف على الأشخاص الذين خسروا إيمانهم وعلى الضعفاء والمتروكين. الأم كانت كريمة بعطائها وكانت مستعدّة للدفاع عن الحياة المتروكة من خلال إعلانها بشكل لا متناهٍ ومساعدتها للأشخاص على أطراف الطرقات والذين من خلالهم تعرّفت على الكرامة التي أعطاهم إياها الرب يسوع”.
ولفت الى أنّ الرحمة كانت بالنسبة لها الملح الذي يعطي الطعم لكل عمل كانت تقوم به لهؤلاء الأشخاص والنور الذي يملأ قلوبهم. داعيًا لأن تكون مثال قداسة لنا، وأضاف: “أجد من الصعوبة أن نقول القديسة تيريزا نظرًا لحنانها وعفويتها، وأشعر أنّنا سنظلّ نناديها الأم تيريزا”.
وختم: “يجب أن نفهم وأن نعمل على أن يكون الحب المجاني هو المبدأ الوحيد بحياتنا. فلنحمل بقلبنا ابتسامتها ونعطيها لكلّ الأشخاص الضعفاء والمتألمين”.
وهذه نبذة عن مسيرة حياة القديسة:
ولدت في العام 1910 في عائلة ألبانية في سكوبيي التي كانت يومها تابعة للسلطنة العثمانية وباتت اليوم في مقدونيا. ودخلت الدير في سن الثامنة عشرة وأرسلت بعد ذلك الى كالكوتا للتعليم. وفي العام 1950، أسّست جمعية “مرسلات المحبة” التي باتت تضمّ اليوم خمسة آلاف راهبة يكرسن حياتهن “لافقر الفقراء” عبر العالم ويعتمدن التقشف الكامل.
وحازت الام تيريزا جائزة نوبل للسلام العام 1979 وهي امرأة صلبة وعملانية اظهرت تعاطفا غير محدود حيال المنبوذين وكانت مدافعة عنيدة عن اخلاقيات الكنيسة، في حين شككت بإيمانها خلال جزء كبير من حياتها.
وقال البابا القديس يوحنا بولس الثاني خلال مراسم تطويبها عام 2003: “لنكرم هذه المرأة القصيرة القامة المتيمة بالرب ورسولة الانجيل المتواضعة وفاعلة الخير التي لا تكل حيال البشرية”.
وكانت مراسم تطويبها استقطبت 300 الف شخص الى روما. الا أنّ السرعة القصوى لدعوى تطويبها أثارت تحفظات داخل الكنيسة.
وأبطأ البابا بنديكتوس السادس عشر من هذه الاجراءات إلا أنّ الحبر الاعظم الحالي البابا فرنسيس الأول أنعش الملف لانه يرى في الام تيريزا تجسيدًا لمثله الاعلى “كنيسة فقيرة من أجل الفقراء”.
ومن أجل إعلان القداسة ينبغي إثبات حدوث أعجوبتين بواسطة الشخص، الاولى من أجل دعوى التطويب والثانية من أجل القداسة. وفي حالة الام تيريزا فقد حصلت عملية شفاء العام 1998 لهندية كانت تعاني من مرض السرطان ومن ثم العام 2008 لبرازيلي كان يعاني من أورام سرطانية في الدماغ.