تقرير خالد مجاعص
“مصائب قوم عند قوم فوائد”… بهذا المثل الشعبيّ يمكن تلخيص أحداث رالي لبنان بنسخته الـ2016 على مدار3 أيّام كاملة. فبعدما كانت الأنظار كلّها متّجهة نحو الفرسان الثلاثة روجيه فغالي بطل رالي لبنان 12 مرّة، القطريّ ناصر العطيّة بطل راليات الشرق الأوسط وبطل رالي داكار أبرز الراليات الصحراويّة في العالم، إضافة إلى الفارس الثالث عبدو فغالي بطل راليات السرعة وسائق الريد بول، أتت الأحداث الدراماتيكيّة لتعكس ما ليس في الحسبان بحيث سقط الفرسان الثلاثة في أحداث متتالية ليفوز من لم يكن في الحسبان فيخطف السائق تامر غندور لقب رالي لبنان من أمامهم جميعاً.
فقد عكس القدر أو “النحس” توقّعات كلّ مراقبي بطولة الراليات في لبنان والشرق الأوسط، فخرج روجيه فغالي من بداية اليوم الثاني بعدما خانته سيّارته البديلة الميتسوبيتشي بعدما كان فقد في التجارب سيّارته الرئيسيّة. قدر روجيه فغالي انتقل مع انطلاق اليوم الأخير ليخيّم على القطريّ ناصر العطيّة الذي انسحب بدوره من رالي لبنان فاقداً أيضاً لقبه الوحيد، ليبتسم الحظّ لعبدو فغالي إنّما لفترة قصيرة قبل أن يفقد إطاريه داخل المرحلة الخاصّة، ليعمل على تغييرهما في شكل مخالف لقوانين السباق ليتابع ويفوز، ومن ثمّ يجرّد من لقبه وحلمه بإحراز رالي لبنان.
سيناريو دراماتيكيّ انتهى بإحراز السائق اللبنانيّ تامر غندور (لبنان) وملّاحه سليم جليلاتي على ميتسوبيتشي لانسر إيفو 10 آر 4 لقب رالي لبنان الدولي التاسع والثلاثين (الجولة الرابعة من بطولة الشرق الأوسط للراليات للعام الجاري) الذي نظّمه النادي اللبناني للسيّارات والسياحة على مدار أربعة أيّام. وبذلك، أحرز غندور لقب رالي لبنان للمرّة الأولى في تاريخه وحقّق إنجازاً شخصيّاً كبيراً له بعدما أحرز لقب رالي جزّين في نسخته الأخيرة. واحتلّ مواطنه السائق رودريك الراعي وملّاحه جورج شهوان على ميتسوبيتشي لانسر إيفو 9 المركز الثاني بفارق دقيقتين و39 ثانية. وجاء اللبنانيّ عبدو فغالي وملّاحه مارك حدّاد (لبنان) على سكودا فابيا آر 5 في المركز الثالث بفارق 3 دقائق و8 ثوانٍ عن الأوّل.
وخلال حفل التتويج، قال نائب مدير السباق المحامي زياد جاموس قرار لجنة الحكّام حرفيّاً: “إحقاقاً للحقّ وإنصافاً للروح الرياضيّة، أعلن القرار المتّخذ باسم لجنة حكّام الرالي باعتبار السائق تامر غندور وملّاحه سليم جليلاتي بطلي الرالي بعدما تمّ فرض عقوبة على السائق عبدو فغالي مقدارها خمس دقائق ممّا جعله يتراجع إلى المركز الثالث ليكون غندور بطل الرالي والراعي وصيفه وفغالي ثالثاً”. وقال عبدو فغالي: “سأقدّم استئنافاً على القرار المتّخذ من قبل لجنة حكّام الرالي في حقّي”.
وبلغ طول الرالي الإجمالي 664 كلم منها 209 كلم طول المراحل الخاصّة الـ11. وشهد اليوم الأخير، الذي سيطر عليه الطقس الصيفيّ الحارّ، وفي حضور جمهور غفير انتشر على المراحل الأربع الأخيرة التي أقيمت الأحد، انسحاب بطل الشرق الأوسط القطريّ ناصر صالح العطيّة وملّاحه الفرنسيّ ماتيو بوميل على سكودا فابيا آر 5 في المرحلة الخاصّة الثامنة للسرعة، ممّا “مهّد” الطريق أمام عبدو فغالي الذي ابتعد في الصدارة. ففي المرحلة الثامنة، سجّل عبدو أفضل وقت يليه غندور فايدي أبو كرم. ووسّع عبدو الفارق مع مطارده غندور إلى 4 دقائق و22 ثانية بعد خروج منافسه المباشر العطيّة. وفي المرحلة الخاصّة التاسعة، سجّل تامر غندور أفضل وقت يليه إدي أبو كرم فالقطريّ خالد السويدي. وعانى عبدو فغالي من انثقاب إطارين في المرحلة التاسعة، وسجّل الوقت الأخير(أفضل وقت في المرحلة التاسعة لغندور ومقداره 13 دقيقة و16 ثانية والوقت الأخير لفغالي ومقداره 16 دقيقة و46 ثانية)، ولكنّه نجح في الحفاظ على الصدارة بعدما خسر 3,20 دقائق وبفارق 52 ثانية عن غندور. وفي المرحلة العاشرة ما قبل الأخيرة، استعاد فغالي زمام المبادرة وسجّل أفضل وقت 19 دقيقة و36 ثانية، يليه رودريك الراعي 10 دقائق و49 ثانية. وفي المرحلة الحادية عشرة والأخيرة، واصل فغالي تحليقه والسويدي ثانياً وغندور ثالثاً. وفي المحصّلة النهائيّة، اجتازت 23 سيّارة خطّ النهاية من أصل 31 سيّارة انطلقت الخميس الفائت.
فهل ينتهي رالي لبنان بتجريد عبدو من لقبه أم أنّ للسباق سيناريو آخر متنقّل بين المكاتب والدعاوى القانونيّة تبدأ من نهاية السباق ولا تنتهي مع تدخّل الاتّحاد الدوليّ للسيّارات الفيا.