Site icon IMLebanon

“حزب الله” يعمل لـ”مصالحة” بين حلفائه!

لفتت الوكالة “المركزية” الى أنّ التفاهم “النفطي” الذي توصل اليه “التيار الوطني الحر” وحركة أمل في تموز الماضي، لم يتمكن من ترميم العلاقة “السياسية” بين الرابية وعين التينة. فالكيمياء مفقودة في شكل شبه تام بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وأسباب “الطلاق” بينهما عديدة: من اعتبار الجنرال عون المجلس الحالي غير شرعي، وهو موقف يكاد يشكل “جوهر” الخلاف بين الرجلين، الى رفض رئيس المجلس الانضمام الى نادي مؤيدي ترشيح العماد عون الرئاسي، وتفضيله دعم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية حتى أنه ردد أمام زواره في أكثر من مناسبة ان “يده قد تقطع لكنه لن ينتخب عون”! أما آخر معالم الخلاف العوني ـ البري، فعلى تفسير مفهوم “الميثاقية”، حيث يقول الاول انّ التئام مجلس الوزراء في ظل غياب أهم ممثلي المسيحيين، ايّ التيار، يضرب الميثاقية، في حين يشكل الثاني رأس حربة في المناداة بضرورة استمرار العمل الحكومي مهما حصل، ذلك انّ الميثاقية يؤمنها حضور 8 وزراء مسيحيين من أصل 12.

أمام جبل الخلافات هذا الذي يباعد بين حليفيه، تقول مصادر نيابية مقربة من فريق 8 آذار لـ”المركزية”، إنّ “حزب الله” يحاول من خلال اتصالات بعيدة من الاضواء، إنعاش علاقة الرابيةـ عين التينة ويرى ان تبريد التوتر الذي يتحكم بها منذ سنوات بات ضروريا، بعد ان تدهورت في الآونة الاخيرة، ووصلت الى حرب كلامية وانتقادات علنية بين الجانبين.

وفي هذا السياق، تكشف المصادر عن اجتماع عقد منذ أسابيع في الضاحية الجنوبية ضم الرئيس بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قبيل الذكرى الـ38 لتغييب الامام موسى الصدر، في مسعى يريده الاخير أن يتكلل بلقاء في الضاحية يجمع رئيس المجلس والعماد عون والنائب فرنجية، يكون أشبه بمصالحة بينهم. وعليه، خلت كلمة بري في احتفال صور من أي تصويب على الرابية مباشر او ضمني، وقد أوضحت أوساط عين التينة ان عبارة “الدلع السياسي” لم تكن موجهة ضد التيار. المصادر تلفت الى ان حزب الله، يحتاج الى توطيد العلاقة بين مكونات 8 اذار وكسر الجليد الذي تراكم بينها، ذلك ان ترتيب بيته الداخلي وتوحيد الموقف من القضايا المطروحة، سيعزز موقف الحزب في الكباش الرئاسي المتوالي فصولا بينه وبين “تيار المستقبل” في وجه خاص. وعليه، يعتبر نصرالله ان رص صفوف 8 آذار يساعد في الضغط على الرئيس سعد الحريري ليقبل إما بالمعادلة التي وضعها أي “العماد عون في بعبدا مقابل الرئيس الحريري في السراي”، أم بمبدأ “السلة” الشاملة الذي ينادي به الرئيس بري.

في غضون ذلك، وتزامنا مع جهود “حزب الله” التوفيقية، زار وزير التربية الياس بوصعب مقر الرئاسة الثانية أكثر من مرة في الايام الماضية، وكشف عن تقارب “انتخابي” قيد الانضاج بين التيار وأمل.

وفي وقت يجمع الجانبان على انّ التفاهم على قانون الانتخاب العتيد يضع الحجر الاول في هيكل تفاهم سياسي وحتى رئاسي، توضح المصادر ان الصيغة التي تتم بلورتها تقوم على النظام المختلط (يجمع بين الاكثري والنسبي) وأنّ الرابية باتت أكثر انفتاحاً تجاه هذا الخيار، مشيرةً الى انّ مسودة تفاهم في هذا المجال يُعمل على تطويرها وقد تطرح على طاولة الحوار اليوم. وتعتبر المصادر أنّ الاتفاق حول قانون الانتخاب العتيد بين الرابية وعين التينة، اذا ما تم، قد يساهم الى حد كبير في وضع حدّ لفصول المواجهة السياسية بينهما، فهل ينجح “الانتخابي” حيث فشل “النفطي”؟