أشارت الوكالة “المركزية” الى انّ سيل التيار الوطني الحر من الحكم والحكومة واهل السلطة بلغ الزبى، بعدما أغلقت كل الابواب الرئاسية لوصول رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الى بعبدا والمنافذ الانتخابية، في ضوء عدم التوصل الى اتفاق على قانون انتخاب يعبّد الطريق الى القصر الجمهوري من الحلفاء السياسيين قبل الخصوم الذين تبين انهم بعد عامين واربعة اشهر من الفراغ لم يقدموا الا المواقف المعسولة ولم يقفوا الى جانب حليفهم في سلسلة التمديدات الامنية، لكن الصحيح ايضا، على ما يكشف بعض من زار الرابية اخيرا مستطلعا آفاق التصعيد العوني الذي تلوّح به قيادات التيار منذ التمديد الاخير لأمين عام المجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير، وما استتبعه من مقاطعة وزراء التيار ومعهم حزب الطاشناق الجلسة الحكومية الاخيرة، ان الفترة الفاصلة عن منتصف تشرين المقبل لن تشهد ترجمة لمواقف التهديد والوعيد ولن يرتقي التصعيد الى مستوى قلب الطاولة، ليس حرصا على ما تبقى من هيكل السلطة السياسية المهتز والمعرّض للانهيار في كل لحظة، لكن في انتظار تبلور سلسلة معطيات لم يتضح شكلها النهائي بعد على ان تحسمها الايام المتبقية من شهر ايلول الجاري ومطلع تشرين الاول.
واستنادا الى ما يقول الزوار للوكالة “المركزية” تتلخص المعطيات المشار اليها بثلاثة:
اولا: رهان التيار “البرتقالي” على تعديل في موقف تيار المستقبل وزعيمه الرئيس سعد الحريري لجهة اعلان ترشيح العماد عون للرئاسة بعد التخلي عن مرشحه الحالي رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، لان الحريري في رأي الرابية في امّس الحاجة راهنا للوصول الى رئاسة الحكومة بعدما سحب راعيه الاقليمي، المملكة العربية السعودية، بساط الدعم والتأييد المطلق له بفعل تبدّل السلطة وانشغال قياداتها الحالية بأزمات المنطقة وفي مقدمها اليمن التي احدثت ارباكا كبيرا لديها. ويعوّل العماد عون في هذا المجال على النتائج التي قد تفضي اليها اجتماعات تعقد بين معاون الرئيس سعد الحريري نادر الحريري ووزير الخاريجة والمغتربين جبران باسيل وبعض الكوادرالعونية بعيدا من الاضواء.
ثانيا: المستجدات في الميدان السوري وما يرافقها من مشاريع تسوية سياسية تبدو في الظاهر تخدم محور الممانعة والمقاومة، اقله كما يبلغ حزب الله العماد عون ويؤكد له بالاستناد الى ما يدور في كواليس المفاوضات خصوصا بعد سلسلة التحالفات الاقليمية المستجدة بانضمام تركيا الى المركب الروسي ـ الايراني، ان انتخابه رئيسا للبلاد بات مسألة وقت لا أكثر. وتبعا لذلك تمنى عليه الابتعاد عن التصعيد لان التطورات ستصب حتما في مصلحته.
ثالثا: انتظار نتائج الاتصالات والمشاورات في شأن قانون الانتخاب التي قد تثمر اتفاقا سياسيا حول انتخاب رئيس جمهورية قبل تشرين الثاني المقبل تحت وطأة دخول البلاد مدار الانتخابات النيابية والهاجس من اجراء الانتخابات في ظل الفراغ الرئاسي فتصبح الحكومة مستقيلة والبلاد من دون سلطات تحكمها.
وعلى هذا الاساس يقول زوار الرابية ان العماد عون لن يقدم على خطوات تصعيدية قبل ان يقطع الامل نهائيا من فرص انتخابه وهو ما يفترض ان يتظهر في الفترة الفاصلة عن ذكرى 13 تشرين الاول، بما تعني للتيار الوطني الحر، فاذا ما سارت الرياح بعكس ما تشتهي سفنه سيفجر الموقف في الذكرى ويشرّع ابواب التصعيد على المستويات كافة حتى لو بقي وحيدا في الساحة.