وجّه مختار بلدة عين داره انطوان بدر كتابا مفتوحا الى النائب نقولا فتوش، جاء فيه:
“في حمأة الصراعات بشأن معمل الإسمنت المزمع إقامته في عين داره، أردت أن أتوجه إليكم بكلام هادىء عقلاني، مستذكرا قولا لجبران خليل جبران: “الحق يحتاج الى رجلين، رجل ينطق به، ورجل يفهمه. وها أنا يا سعادة النائب أنطق بالحق معولا ان تكون بالمقابل الرجل الذي يفهمه، سأنطق بالحق باسم أهالي عين داره الذين عانوا الأمرين على مدى سنوات طويلة من استباحة لأراضيهم، سأنطق بالحق باسم أهالي عين داره الذين تنشقوا على مدى سنوات طويلة هواء مثقلا بالغبار وشربوا مياه ملوثة. سأنطق بالحق باسم أهالي عين داره الذين أرقهم على مدى سنوات ضجيج الشاحنات التي خربت طرقاتهم وصدعت بيوتهم، سأنطق بالحق باسم أهالي عين داره لأقول لا لمعمل الاسمنت بعد كل هذا، مطلوب منك يا سعادة النائب وقفة تأمل ونظرة عقلانية لكل ما عانيناه وما سنعانيه في حال أبصر معمل الاسمنت النور لا سمح الله، فهل يجوز إنشاء معمل للاسمنت رفضه ما يقارب مئتي الف شخص من أهالي عين داره وقب الياس والقرى المجاورة؟. هل يعقل تجاوز إرادة هؤلاء الناس والخبراء البيئيين والبلديات وهيئات المجتمع المدني وسائر الأحزاب والفعاليات والقوى السياسية المجمعة كلها على رفض انشاء هذا المعمل بسبب أضراره الخطيرة على البيئة والصحة؟. هل يعقل ان توافق يا سعادة النائب – وبغض النظر عن الدوافع والأسباب – على نقل هذا المعمل من زحلة ومن ثم من جنتا لأضراره البيئية والصحية وتحميل هذه الأضرار الى أهالي عين داره وقب الياس والقرى المجاورة؟. لكل هذا مطلوب منك يا سعادة النائب موقف جريء بإقناع شقيقك بيار بالتخلي نهائيا عن فكرة إنشاء معمل للاسمنت في عين داره. وطالما أنك يا سعادة النائب تحب الاستشهاد بأقوال فولتير وتحديدا عندما قال: (إن المصلحة هي أكثر عمى من الحب) فنأمل منك تقديم النصح لشقيقك بألا ينقاد وراء عمى المصالح. مطلوب منك وبصفتك نائبا عن الأمة موقفا شجاعا بالدفاع عن مصالح الناس وليس عن المصلحة الفردية والخاصة لا سيما عند تعارضها مع مصلحة الجماعة. فأنا يا سعادة النائب لا أستجدي موقفا منكم، معاذ الله فالحق لا يستجدى، و لكني أردت أن أفسح المجال امام صوت الضمير فيكم لإنقاذ الوضع قبل فوات الأوان، وكما يقول أحد الأمثال: “يمكنك غسل ثوبك لا غسل ضميرك” ولا أظنك إلا حريصا على إبقاء الضمير ناصعا براقا بعيدا عن ملوثات معمل الاسمنت و ملحقاته. فأهالي عين داره وقب الياس والقرى المجاورة يرفضون رفضا قاطعا إنشاء معمل الإسمنت، وواجبك يقضي يا سعادة النائب الوقوف معهم والدفاع عنهم وعن مستقبل أولادهم حتى ولو كانوا في مواجهة مع شقيقك بحيث تقتدي حينها بموقف القاضي الذي عينه الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه، فحكم ليهودي بدرع علي عندما لم يستطع علي إثبات ملكية الدرع”.