مع انضمام طاولة الحوار الوطني الى المؤسسات الدستورية التي اصابها الشلل والتعطيل بداءًا من رئاسة الجمهورية المعلّقة على حبال المصالح الفئوية والحزبية الضيّقة والتطورات الاقليمية، مروراً بمجلس النواب المُغلق امام التشريع ووصولاً الى حكومة “المصلحة الوطنية” التي تتقاذفها امواج الميثاقية والتعيينات والنفايات وسبحة ازمات معيشية وحياتية، تتجه الانظار الى الحوار الثنائي بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” الذي يعقد جولته الـ33 الثلثاء 20 الجاري، وما اذا كان سيُصاب بداء الشلل الذي يفتك بالدولة المقطوعة الرأس.
عضو كتلة “المستقبل” النائب سمير الجسر اكد لـ”المركزية “ان “لا بد من الحوار حتى لو لم يخرج بنتائج ملموسة وعملية، لانه “تنفيسة” للبلد كي لا نصل الى المحظور”، لافتاً الى ان “الجولة المقبلة للحوار ستتابع البحث في جدول اعماله التقليدي الذي يتضمّن بندين: ايجاد حلّ لأزمة رئاسة الجمهورية وتنفيس الاحتقان المذهبي، وأي موضوع يطرأ على الساحة الداخلية سيكون على بساط البحث كما نفعل عادةً في كل جولة”.
واذ اسف “للخطاب الطائفي المتصاعد المُسيطر على البلد ودخوله اخيراً الى مجلس الوزراء والى الحوار الوطني”، تخوّف من “ضبابية الوضع”، ومشدداً على اننا “لا نملك “ترف” التشاطر واللعب على حافة الهاوية”.
واعتبر ان “اي “خربطة” للاجواء في البلد من شأنها ان تدخلنا في تطورات المنطقة، فأين مصلحتنا في ذلك”؟ املاً الا “يذهب البلد الى مزيد من التصعيد”، الا انه ذكّر في المقابل ان “لبنان بلد الغرائب والعجائب، فعندما نشعر بأننا وصلنا الى حائط مسدود تُفرج بعدها وسريعاً”.
ودعا الجسر رداً على سؤال “التيار الوطني الحر” ورئيسه الوزير جبران باسيل الى “العودة الى ضميره، لان حديثه عن الميثاقية واتّهام “المستقبل” بضربها مجرّد افتراءات، فلا احد حافظ على الميثاقية وعلى البلد اكثر من “تيار المستقبل”، وهذا امر اكل من رصيدنا الشعبي، لان جمهورنا يريدنا الكفّ عن تقديم المزيد من التنازلات”.
واعلن اننا “متمسكون بأولوية انجاز الاستحقاق الرئاسي”، مشدداً على اهمية “النزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس سريعاً، فلا يجوز “التلطّي” وراء الميثاقية او اي حجج اخرى لعدم انتخاب رئيس”، سائلاً “هل الميثاقية بفرض الرأي”؟ وآسفاً لان “الدستور وُضع على الرفّ لان البعض يتلطّى “بمظلة الميثاقية” التي اخذوها الى غير مكانها”.