IMLebanon

الرابية على تفاؤلها الرئاسي!

tayyar-1

قالت الوكالة “المركزية” إن التيار “الوطني الحر” لا يزال يعوّل على انعطافة رئاسية “مستقبلية” تحمل الرئيس سعد الحريري على تأييد ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون. فالأخير وفق ما ينقل زوار الرابية عنه، لم يفقد الامل بعد ويتحاشى في مجالسه التصويب المباشر على رئيس “التيار الأزرق” حتى أنه يلمح الى إمكانية التوصل الى تسوية معه إن هو طرق بابه مجددا وجلسا سويا حول طاولة مفاوضات.

إلا ان هذه الأجواء لا تجد أي صدى في بيت الوسط، حيث تستغرب أوساطه تمسك العماد عون برهان غير منطقي لن ينتقل من التمنيات الى الواقع، فدعم الرئيس الحريري لمرشح “حزب الله” وايران غير وارد على الاطلاق.

وليس بعيدا، تقول مصادر سياسية متابعة للأزمة الرئاسية لـ”المركزية” إن ارتفاع منسوب التوتر بين السعودية وايران في الايام الماضية والذي بلغ حد اعتبار مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الشيعةَ غير مسلمين، ودعوة الرئيس الايراني حسن روحاني العالم الى محاسبة السعودية على جرائمها، على خلفية الحج الى مكة في عيد الاضحى والذي سيغيب عنه الحجاج الايرانيون هذا العام، سينعكس سلبا على الاستحقاق الرئاسي اللبناني عموما ويضع حجرا اضافيا أمام امكانية دعم الحريري للعماد عون، خصوصا.

واذا كان الاخير بنى آمالا على الدعوة التي تلقاها من السفير السعودي السابق في لبنان علي عواض عسيري الى عشاء في السفارة ضم كافة الاقطاب السياسيين باستثناء “حزب الله”، فان احالة عسيري الى التقاعد المبكر تعد رسالة واضحة يجب أن يكون رئيس “التكتل” فهمها جيدا بعد أن فسّر ومقربون منه الدعوة خطأ وحاول تسييلها في رصيد ترشحه الرئاسي. وفي حين تتوقف عند مغادرة عسيري السريعة للبنان حيث اضطر الى إرسال نجله لجمع اوراقه واغراضه، ملمحة الى فتور بينه وبين وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، تؤكد المصادر أن هذه التطورات تدل الى ان المملكة تواكب عن كثب ما يجري على الساحة اللبنانية وأنها لن ترضى بتعريض مصالحها في بيروت والمنطقة لأي ضرر سياسي أو أمني.

وتسرد المصادر هذه المعطيات لتؤكد ان الدعم “المستقبلي” لترشيح “الجنرال” ليس واردا، خصوصا في هذه الظروف الاقليمية المتوترة، متوقعة ان يستمر الرئيس الحريري في دعم ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية وأن تبقى الخريطة الرئاسية على حالها، الى حين نضوج طبخة الاستحقاق في المطابخ الاقليمية والدولية بعد أن تهاوت فرص لبننة الحل مع تهاوي طاولة الحوار الوطني، وهي حقيقة أعلنها عرّاب الحوار رئيس مجلس النواب نبيه بري، لافتة الى ان التوجه المرجّح حينها سيكون نحو السير بشخصية حيادية، من خارج نادي الزعماء الموارنة الاربعة، وهو ما دعا اليه وزير الخارجية المصرية سامح شكري خلال زيارته لبنان في الاسابيع الماضية والمتوقع ان يكررها قريبا لاستكمال مهمته.

في الانتظار، العماد عون على تفاؤله الرئاسي، ويؤكد وفق ما يقول زواره لـ”المركزية” انه سيكون رئيسا في الجولة الرئاسية الخامسة والاربعين المحددة في 28 أيلول، حيث سيفرض واقعا جديدا يجعله متقدما على من يخوضون السباق الى بعبدا ويحوله رقما صعبا في معادلة الاستحقاق. وينطلق في تفاؤله هذا من التصعيد الذي يقوده حكوميا وانضمام “حزب الله” ومعه تيار “المردة” اليه في هذه المعركة، حيث قاطع وزراؤهم جنبا الى جنب جلسة مجلس الوزراء أمس.