رأى القيادي البارز في “التيار الوطني الحر” النائب آلان عون ان التحرّك اليوم هو بتصويب جمهورية الطائف لما انطوتْ عليه المرحلة السابقة من ممارسات خاطئة ومختلّة وغير عادلة.
واعتبر عون في حديث لصحيفة “الراي” الكويتية ان المسيء هو تحوير الطائف عن روحيته الأساسية التي كانت في صلب التسوية في حينه. والبعض يشعر بأنه خُدع في تلك التسوية وأنه جرى بيعهم كلاماً تم نقضه في الأفعال لاحقاً. والآن نريد تصويب الأمر لتصبح الأفعال منسجمةً مع الأقوال. وهذه معركة العودة الى روحية الطائف وليست معركة الانقلاب على الطائف.
واكد القيادي العوني: لا نسعى الى الفيدرالية ولا الى التقسيم. نحن نطالب بتطبيق اللا مركزية الإدارية الموسّعة التي نص عليها اتفاق الطائف ولم تُطبَّق حتى اليوم. إنما الوحدة الحقيقية بين اللبنانيين وليس الصُوَرية تكون عندما يسود شعور الإطمئنان والتفاعل الإيجابي بين اللبنانيين على اختلاف مكوناتهم، وإذا إستمر مكوّنٌ في الشعور بالغبن والاستهداف والتهميش من قبل مكوّن آخر، عندها تتعرّض الوحدة حكماً للخطر كما النظام كلّه.
وسأل: لماذا سيكون الضغط اليوم على المسيحيين الذين يطالبون بأحقّيتهم في اختيار موقع الرئاسة الذي يعود إليهم في النظام السياسي وليس على الآخرين الذين يرفضون انتخاب الأكثر تمثيلاً عند المسيحيين؟ وأين التناقض بين أن يصل الى الرئاسة الممثل الأقوى عند المسيحيين وبين حفْظ البلاد ولا سيما في هذه المرحلة الصعبة؟
واشار الى ان الموضوع هو ممثل المسيحيين الأقوى أو لا أحد وليس أنا أو لا أحد. ونعم هناك مقاربة تريد الإستمرار بالمنطق التسووي الذي ساد منذ اتفاق الطائف لجهة اختيار رئيس الجمهورية دون أن تكون له أي صفة تمثيلية، وثمة منطق يريد كسر هذه الحلقة والذهاب لوضع معايير تمثيلية صارمة لأي رئيس جمهورية من الآن وصاعداً. والإشتباك اليوم هو على هذا المستوى، والعماد ميشال عون رأس حربة في فرض منطقٍ جديد في التعاطي مع خيار رئيس الجمهورية، أياً يكن، على قاعدة واقعه التمثيلي.
واعتبر أن المسيحيين أصلاً هم في مسارٍ انحداري يجب وقفه. وكسْب هذه المعركة يعيد تصويب هذا الوضع. وإذا خسرنا المعركة يعني الأمر استمراراً للمسار الانحداري وربما تسريعاً له، ولكن يكون قدَرهم الخسارة في نهاية المطاف.
ورأى ان من السهل الذهاب الى جلسة إنتخاب عندما يملك فريق “تيار المستقل” الأكثرية العددية بحكم قانون الانتخاب غير العادل بحقّ المسيحيين وبحكم برلمان ممدِّد لنفسه مرتين وفقَدَ الكثير من أهليته الشعبية. وتالياً الموضوع لا يُحل في هذا المجلس إلا من خلال تسوية وليس من خلال المنطق العددي.
واعلن ان المشكلة اليوم ليست مع الرئيس نبيه بري في شكل رئيسي بل هي مع “تيار المستقبل”، ولكن بالطبع الرئيس بري ممر إجباري إنما لا يكفي من دون المكوّن السني. واليوم المسؤولية الأكبر تقع على “تيار المستقبل” وبعدها تعالج المشكلة مع الرئيس بري.
واشار عون الى ان هذه الحكومة اليوم لا يمكن أن تستمرّ كما هي، وعملياً هي لم تنعقد فجلسة الخميس الماضي كانت أقل من جلسة، والجلسة المقبلة ربما لا تجد نصاباً. هناك مشكلة يجب الذهاب الى صميمها ومعالجتها ولا يمكن أن تستمرّ البلاد في هذه الحال، ونحاول وقف المسار الانتظاري وما يستجرّه من حال إهتراء.
واوضح ان كل الوسائل السياسية والشعبية متاحة وكل وسائل الضغط ستُستعمل للوصول الى إعادة إرساء شراكة حقيقية وتصويب مسار التعاطي مع المسيحيين في كل إستحقاقات الدولة اللبنانية ومؤسساتها. واليوم الأزمة فُتحت على مصراعيها.
واعتبر ان “القوات اللبنانية” معنية حكماً بمعركة استعادة الدور المسيحي ومعركة الميثاقية. أما على صعيد التكتيك السياسي، ففي مكان ما “القوات” تعرف أنه عندما يدخل التيار في معركة تتخطى موضوع التعيينات والتمديد ويذهب الى قضية التعاطي مع المسيحيين، لا يمكن لـ “القوات” أن تبقى متفرجة.