رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق أنّ “حل الأزمات المتفاقمة والمعقدة في لبنان ينحصر في رفع الفيتو السعودي عن ترشيح الجنرال ميشال عون لسدة الرئاسة، وبالتالي فإنّ أيّ حديث عن قلب المعادلات الداخلية مآله إلى الفشل”، داعياً السعودية الى ان “تعتبر من جميع التجارب السابقة، لأنّ لبنان فيه خصوصية وتوازنات ومعادلات سياسية داخلية أكبر من أن يتجاهلها أو يتجاوزها أحد، وأكثر تعقيداً من أن يقلبها فريق قد أمعن الاستئثار والإقصاء، وهذه المعادلات عصية على نزعة الاستئثار والهيمنة والوصاية”.
قاووق، وخلال إحتفال تكريمي في بلدة عيتيت الجنوبية، وعن المشاركة في جلسات الحكومة، قال: “حزب الله” ومن موقع الحريص على المصلحة الوطنية اتخذ قراره الأخير بعدم المشاركة في جلسة الحكومة، لأنّنا نحرص على استمرارية هذه الحكومة التي تحفظ الشراكة الفاعلة والعادلة بين مختلف المكونات الداخلية”.
وشدّد على أنّ “السعودية ما عادت تمتلك صورة المكرمات والخيرات والاعتدال، ولا سيما وأنّ المسلمين في العالم باتوا يخجلون من الجرائم التي ترتكب باسم بلاد الحرمين الشريفين وهي منطلق للرحمة والإيمان لا للتكفير والعدوان، وبالتالي فإن الكعبة في يوم عرفة تتلوى ألماً ووجعاً من جرائم النظام السعودي في اليمن، ولا سيما أنّ هذا النظام هو الذي يدفع ويلقي بكل ثقله لتأجيج النار المشتعلة في سوريا واليمن والبحرين والعراق”، لافتاً إلى أنّ “النظام السعودي أراد ان يبعد سوريا عن مشروع المقاومة وتغيير موقع النظام فيها من خلال ضخ السلاح والأموال، لكنه بعد خمس سنوات بدأ يحصد الخيبة تلو الخيبة، وخصوصا بعد تصنيف “جبهة النصرة” منظمة إرهابية باتفاق أميركي ـ روسي، وبتأييد مختلف دول العالم، وبالتالي فإنّ السعودية فشلت في مشروع حماية “جبهة النصرة”، وهذا يشكل خسارة للرهان السعودي على جبهة النصرة في سوريا”.
وإعتبر قاووق أنّ “إنجازات الجيش العربي السوري في حلب أسست لمعادلات جديدة عسكرية وسياسية أبعدت كل خطر عن إسقاط النظام في سوريا، وجعلت المشروع التكفيري على مسار التقهقر والتراجع والانكسار والتهاوي شيئاً فشيئاً، وبالتالي باتت دمشق عصية على كل عدوان، وأثبتت أنّها عاصمة متقدمة في مشروع المقاومة، وتمتلك كل المنعة والقوة لإسقاط كل المشاريع العدوانية على أعتابها”.