أكدت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن بعض أعضاء القيادة العليا في البنتاغون ما زالوا يعارضون تنسيق الجهود العسكرية الرامية لمحاربة الإرهابيين في سوريا مع موسكو.
وقالت الصحيفة، في مقالة نشرتها السبت، 10 أيلول: “جاءت من قبل الولايات المتحدة المصادقة النهائية (على الاتفاق الروسي الأميركي حول سوريا)، بعد إجراء وزير الخارجية جون كيري مؤتمرا عبر جسر فيديو استمر لساعات كثيرة مع ممثلين عن أجهزة الأمن القومي في واشنطن، لم يوافق بعضهم، وخاصة هؤلاء من البنتاغون، على تنسيق شن الضربات الجوية مع روسيا في إطار مكافحة الإرهاب”.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المسؤولين في البنتاغون وحتى في البيت الأبيض لم يخفوا تحفظهم من الاتفاق المخطط له” خلال الأشهر الكثيرة من المفاوضات.
وأوضحت “واشنطن بوست” أن “بعضهم قال إن موسكو تسعى إلى إطالة الوقت حتى انتهاء ولاية الإدارة الحالية متوقعة الحصول على اقتراح أفضل من خليفة الرئيس باراك أوباما، فيما أصر الآخرون على أن روسيا كانت على يقين بأن فرص التوصل للاتفاق ستشهد هبوطا، لا سيما حال انتخاب هيلاري كلينتون رئيسة للدولة (الأميركية)”.
وأكدت الصحيفة أن تأجيل اتخاذ القرار النهائي حول الاتفاق نجم عن “المشاورات المستمرة لساعات كثيرة” بين وزير الخارجية الأميركي وأجهزة الأمن القومي في واشنطن.
يذكر أن المفاوضات الماراثونية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري، التي أجريت في جنيف، توجت باتفاق شامل بين موسكو وواشنطن، يضم 5 وثائق ويهدف إلى وقف الأعمال العدائية في سوريا ووضع أسس لاستئناف العملية السياسية في البلاد.
ويقضي الاتفاق بوقف الأعمال القتالية في سوريا، اعتبارا من منتصف ليلة 12 أيلول، موضحا أن الهدنة ستعلن في البداية لمدة 48 ساعة لتمديدها لاحقا للفترة نفسها، وثم استمرارها على أساس دائم.
وينص الاتفاق أيضا على إقامة مركز روسي أميركي مشترك سيعمل ضمنه عسكريون وممثلو أجهزة الاستخبارات الروسية والأميركية على تنسيق العمليات العسكرية ضد الإرهابيين وفصلهم عن المعارضين.
وكانت المفاوضات بين الوزيرين قد توقفت لأكثر من 5 ساعات بمبادرة من الطرف الأميركي، الذي قضى هذه الفترة لتنسيق الاتفاق مع المسؤولين في واشنطن.