إنه شهيد الجمهورية، شهيد الـ10452 كلم2 لبنان السيّد والحرّ والمستقل، هو الذي واجه كل المشاريع الإلغائية للكيان اللبناني وشق طريقه صعودا الى الرئاسة ليصبح القائد لدى كل الطوائف اللبنانية ويفرض نفسه لاعبا اساسيا في الشرق الأوسط، إنه الحلم الذي لم يسمح اعداء الوطن باكتماله، فاغتالته يد الغدر ودخلنا في مجهول لا نزال ندفع ثمنه حتى يومنا هذا بعد مرور 34 عاما على اغتيال الرئيس الأقوى في تاريخ لبنان. انه الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميّل.
وفي كل شهر أيلول من كل عام تحل الذكرى الأليمة، ذكرى اغتيال الرئيس الحلم. وفي عام 2016، بعد 34 عاما على استشهاد “البشير” كيف تغيّرت النظرة تجاهه بين الأمس والحاضر؟ وما مدة حاجة لبنان اليوم الى رمز كبشير الجميّل؟
جنجنيان: نريد رئيساً كـ”البشير”!
عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب شانت جنجنيان يؤكد في حديث لـIMlebanon أن “مدرسة بشير لا تزال حتى يومنا هذا عبر “القوات” او “الكتائب” والاحزاب الاخرى، وبشير اليوم مدرسة بالوطنية لكل شخص يؤمن بلبنان، واليوم عندما نسمع كلمة بشير الجميل ان كانت متلفزة او الكلمات المسجلة بالصوت، فنلاحظ أنها صالحة ليومنا هذا ونعيشها اليوم، ما يعني ان المطالب والقضية التي كان يقاتل من اجلها لا تزال مطلبا أساسيا لكل اللبنانيين الذين يريدون لبنان وطن المؤسسات”.
وعن النظرة تجاهه من مختلف اللبنانيين يقول جنجنيان: “بالأمس لم يكن هناك وسائل تواصل اجتماعي مثل اليوم توصل الاخبار بسرعة لتنتشر الامور بطريقة اسهل، وكانت كل منطقة عندها وسيلتها الاعلامية، لذلك الذين لا يعرفون الشيخ بشير كانوا يجهلونه، انما اليوم عندما اصبحت كلماته موجودة على الانترنت والوثائق منتشرة بكثرة تغيرت نظرة الكثيرين تجاه الرئيس الشهيد، ولا اعتقد ان هناك من يسمعه ويقول ان هذا الانسان لم يكن يريد بناء لبنان”.
ويشير جنجنيان الى أن “لبنان بحاجة لمسؤولين في سدة المسؤولية مثل بشير الجميل وخصوصا في الرئاسة”، ويوضح أن “المسؤول عليه ان يتحلى بالمسؤولية والشجاعة ويتحدث بصدق ويقول الحقيقة وينفذها وان يتمتع بالشفافية ونظافة الكف”.
علوش: اختلطت دماء الشهادة.. والمنفذ واحد!
من جهته، يرى عضو الأمانة العامة لقوى “14 آذار” مصطفى علوش في حديث لـIMLebanon أنه “بالتأكيد بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري تغيّرت النظرة بشكل واضح للرئيس الشهيد بشير الجميّل واصبح لبنان موحدا بجميع شهدائه الذين سقطوا واختلطت دماءهم وتبين ان العدو والمنفذ هو واحد”، ويشير الى أنه “على الرغم من آثار الحرب الأهلية التي بقيت في أذهان الجميع وخصوصا الذبح على الهوية الذي كان متبادلا بين الطوائف إلا ان هذا الأمر تم نسيانه وبدأت الناس تعتبره من الماضي”.
ويضيف علوش: “لا شك ان الطريقة التي تصرف بها الرئيس بشير الجميل بعد انتخابه رئيسا للجمهورية كانت الذهاب تجاه دولة موحدة واختلفت خياراته عما كانت سابقا، ولكن لو بقي على الخيارات المارونية السياسية بالوقت السابق وهي الخيارات الطائفية لكان فشل بالطبع وكنا سندخل في حرب اهلية اخرى”.
ويشير علوش الى أننا “اليوم نحن بحاجة الى قناعة من الشعب اللبناني كي لا يتبع الميليشيات خصوصا أن الشغور الرئاسي يتطلب رجال دولة وليس زعماء”، ويتابع: “انا لا اقتنع بمنطق الزعيم الذي يوحّد ونحن بحاجة الى رجال دولة وبشعب يقتنع بدولته ويوحد خياراته ضمن الدولة”.
مي شدياق: نريد “بشير” ليقلب الطاولة!
من ناحيتها، تؤكد الشهيدة الحية الإعلامية الدكتورة مي شدياق لـIMLebanon اننا “نعتبر الشيخ بشير الحلم الذي لم يتحقق والذي خسرناه قبل أوانه، فبشير الجميل كان لديه نظرة خاصة للبنان تحترم كل المكونات خصوصا أن المسيحيين بوقتها فرضوا أنفسهم ركنا اساسيا في السلطة والمجتمع الدولي”، وتضيف أن “الرئيس الشهيد فرض نفسه رقما صعبا وعمل على اكثر من قطاع ولم يقم بدولة ضمن الدولة وأسس مكونات لمجتمع ينمي الدولة وسعى الى تطوير الفكر والنموذج الذي كان يطمح له، وانتخب رئيسا للجمهورية على هذا الاساس وحقق حلمه”.
وتشير شدياق الى أننا “اليوم بحاجة لبشير لكي يقلب الطاولة مع العلم ان الظروف كلها تغيرت بعد الحروب التي حصلت وبعد حرب إلغائية كبيرة ضعف بها المسيحيين وذهبنا الى اتفاق الطائف انطلاقا من منطق الغالب والمغلوب، بحيث أعطى الطائف حقوقا اضافية لفرقاء في الوقت نفسه اخذ حقوقا كثيرة من المسييحين الذين لا يمكنهم استرجاعها على مستوى رئاسة الجمهورية، وتبين ألا صلاحيات للرئيس في ظل الشغور الرئاسي الذي نمر به منذ أكثر من عامين وكأن لا شيء حصل”.
وتؤكد شدياق أن “هناك فريقا يعطل قيام الجمهورية مثل “حزب الله” وغيره الذي يسعى الى تغيير النظام عبر فرض المثالثة وعبر اعتبار ان المسيحيين اصبحوا ضيوف شرف ولا يحق لهم المطالبة بحقوقهم بعد اليوم، فالنظام القائم في لبنان على المدى الطويل غير صالح ولا زلت مع مبدأ الفدرالية من نمط العيش وأسلوب العيش وان يكون لبنان على الحياد من مختلف القضايا وان يتم تطبيق اللامركزية الادارية لتكون كل منطقة تعمل على حسابها وتزدهر”.
وتختم شدياق: “لو كان الشيخ بشير على قيد الحياة لكنا وصلنا الى لبنان الذي نحلم به وكنا اصبحنا بلدا علمانيا وكان بقي التوازن الطائفي وما كانت ستعتبر الديمغرافية عاملا لتغيير المشهدية في لبنان”.