أكد وزير العدل اللواء أشرف ريفي أن مدينة طرابلس هي مدينة العيش المشترك وما صوّر عن هذه المدينة غير صحيح، وأن عمله سيقتصر على نزع “الشيطنة” التي وضعوا المدينة في إطارها، وإظهار حقيقتها.
ريفي، وفي حديث لبرنامج “بلا تشفير”، عبر “الجديد”، قال: “لم أتساهل في أي ملف أمني ولم أهرب من أي مسؤولية، ونعم انا حارس مرمى الوطن كما كنت في صغري حارس مرمى للعبة كرة القدم”.
وأضاف: “لم أتلقى ولا أي هدف سياسي، والأهداف التي سجلتها في مرمى السياسيين كانت ضد كل من يقف ضد ريفي وترجم ذلك في الانتخابات البلدية”.
وتابع: “تيار “المستقبل” والرئيس سعد الحريري سجل بهم هدف بنجاحنا في الانتخابات البلدية وأقول “أكيد أكلوا غول”، وأدعوا الحريري للعودة إلى ثوابته كي يربح، فمن يخرج عن ثوابته لا يربح ومن لا يحمي تطلعات من يقف إلى جانبه لا يستطيع أن يربح”.
وردا على سؤال بشأن احتمال اغتياله في أيّ وقت، لفت ريفي الى انه يدرك ذلك، ويتّخذ كل الإجراءات اللازمة، متّبعاً مقولة: “اعقل وتوكّل”.
وعن كونه “كذبة” بحسب تعبير المحاور تمام بليق، أكّد ريفي أنه حقيقة واقعة، وأنه بنى زعامته بصدقيته ووضوحه ومحبة الناس، مجدداً فخره بالانتماء إلى مدينته طرابلس.
ريفي أكّد كذلك نظافة كفّه من الدماء، مشيراً إلى أنه لا يؤمن بلعبة الدم، ولم يتعمّد يوماً الخطأ في حق أحد.
أما عن الانتخابات البلدية في طرابلس، أكد ريفي أنه لم يخض معركته عشوائياً بل بناء على استطلاعات رأي للشارع الطرابلسي، وسبب فوزه أنه يعيش على الأرض فيما الآخرون منقطعون عن الواقع ويعيشون في أبراجهم العاجية، واضاف: “أدعو الجميع للنزول الى الارض لان الخدمة العامة تتمثل بخدمة الناس، والزعيم لا يستمد قوته من القدرة الالهية”.
وإذ أكد أنّ العلاقة مع الرئيس سعد الحريري مقطوعة ولا تواصل بينهما واصفاً إياها بـ “الحساسة”، قال ريفي أنه حالة مستقلة، وُلد حراً وهكذا سيموت، مشيراً إلى أنه لم يطعن أحداً في ظهره يوماً.
وجدد ريفي تأكيده ان الحريري أخطأ بتسمية النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وسيدفع ثمن هذا الاختيار شعبيا لما احدثه من حالة غضب عند جمهوره، مؤكداً أنه ليس “زلمة” أحد وليس تابعاً، وهو يتّخذ قراراته بنفسه، وإن أخضعها للمشاورات.
واضاف: “اذا كنت تسعى لتركيبات انتخابية بعقل رستم غزالة وغازي كنعان فستكون النتيجة الخسارة”، لافتا الى ان العقل الذي ركّب التحالف الهجين وعمل ببقايا عقل رستم غزالة وغازي كنعان اعتقد ان لائحته ذهبية لا تقهر واحد لا يملك الجرأة بأن يترشّح بوجهها، فكان رهانه خاطئا”.
وردا على سؤال عما اذا كان يحبّ الحريري، فأجاب أنه يحترمه وهو حزين عليه، مكرراً أنه أخطأ في الخيارات، وأنه دعاه مراراً للعودة إلى ثوابت رفيق الحريري، مؤكداً أنّ التحالف مع فرنجية والانفتاح على رجال الثامن من آذار منهم النائب ميشال عون وعبد الرحيم مراد وسواهما، ليست أبداً من مبادئ الرئيس الشهيد.
وعن رأيه بوزير الداخلية نهاد المشنوق، قال أنه لو كان مكانه لما صادق “حزب الله” إلى هذا الحد، داعياً إياه إلى إعادة النظر.
عن “حزب الله”، قال أنه ملزم بالعيش معه كمكوّن لبناني، لكن لا شيء يعطيه الأفضلية عليه، مؤكداً أنه ضدّ المشروع الإيراني ولا يكره الحزب ولا يخوض معه صراعاً مذهبياً، بل يخاصمه ويخاصم مشروعه.
وإذ أكد أنه مؤمن بالعدالة ومقاتل شرس من أجلها، استعاد ريفي حرب الجبل- التبانة، فقال أنه مدافع عن مدينته، وهذا حقّ تشرّعه الأديان السماوية. وعن كونه “داعشياً”، وفق تعبير بليق، أجاب ريفي بأنّ التنظيم بالنسبة إليه محاط بأكثر من مئة علامة استفهام، مؤكداً أنّ الحرس الثوري الإيراني و داعش وجهان لعملة واحدة، وهو يقف في وجه المشروعين.
ولفت إلى أن نحو 8 مليون دولار دفعت من قبل اللائحة المقابلة في انتخابات طرابلس، وفي هذه الانتخابات كسحنا كل القوى التي تحالفت بوجهنا، وأكدنا أن عقل رسيتم غزالة وغازي كنعان انتهى في طرابلس.
وردا على سؤال، قال ريفي: “أنا حزين على سعد الحريري، أخطأ بالخيارات والتوجهات، وسبق ودعوته للعودة إلى ثوابت رفيق الحريري، فخيار سليمان فرنجية ليس من ثوابت رفيق الحريري، التحالف مع عبد الرحيم مراد ونجيب ميقاتي ليس من ثوابت رفيق الحريري، ومثلما رفضت فرنجية أرفض ميشال عون، وليس طبيعياً أن يكون خيارنا مرشح من 8 آذار وإلا سيكون ذلك تعبير عن حالة انهزام وانكسار فيما نحن لم ننهزم ولم ننكسر”.
وتابع: “أنا وفيّ للقضية ووفيّ للشهداء، ولا أزال متمسك بمبادئي وثوابتي، وأضاف ردا على سؤال عما إذا يمكن ان يكون تحالف بين بهاء الحريري وخالد الضاهر وبينه: “لا ربط بين بهاء الحريري وخالد الضاهر”.
وعن الأزمة بينه وبين المفتي مالك الشعار، قال: “عتبي على مفتي طرابلس أن لا يعمل على تسويق مرشح مرفوض من قبل أبناء طرابلس”.
وردا على سؤال، قال: “ليس لدي كرها ضد “حزب الله” بل خصومة لـ”حزب الله” وللمشروع الايراني الذي يشكل حزب الله أحد ادواته، وسأكون وجها لوجه ضد هذا المشروع. لا أخوض حربا مذهبية مع “حزب الله” بل حرب سياسية”.
وعن العلاقة مع الرئيس فؤاد السنيورة، أجاب ريفي: “إنها أكثر من جيدة والتواصل معه دائم ولم ينقطع، وهناك أمور غير راض عنها السنيورة”.
وفي قضية ميشال سماحة، قال: “قاتلت في سبيل تحقيق العدالة، لأؤكد أن دمنا ليس رخيصاً، وثمنه لا يكون سبع سنوات فقط أو خمس سنوات”.
وعن أسباب انتقاد جميل السيد له وعما اذا كان يريد سجنه، قال ريفي: “إذا بيطلع بإيدو ما يقصّر”.
وذكّر بأنه قبيل توقيفه، كان السيّد ينفذ انتشارا أمنيا حول مبنى الأمن العام، وعندما صدرت المذكرة القضائية من قبل المحكمة الدولية بحقه، صدر أمر من وزير الداخلية آنذاك حسن السبع بإزالة الانفلاش الأمني حول جميل السيّد، أرسلت قائد منطقة جبل لبنان يومها إليه، فاتصل بي السيّد، قائلا: “إنه ليس لدينا الحق كقوى أمن داخلي باعتقال ضابط في الأمن العام وإزالة الانفلاش الأمني، فأوضحت له أنه قرار من وزير الداخلية، وبالتالي فإما تنفذ مذكرة الاعتقال بالاحترام أو أنفذها بالقوة، فنفذت وقتها بالاحترام”.
وردا على سؤال، قال ريفي: “عندما تصدر مذكرة توقيف، حتى رئيس الجمخهورية إذا كان مرتكباً “يكربج”، وحكما “كربجت” جميل السيّد”.