IMLebanon

تصعيد الحريري ينسف الآمال العونية رئاسياً

saad-al-hariri-michel-aoun-sleiman-frangieh

أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّه إذا كان من مجال للشك في امكان انتقال الرئيس سعد الحريري من ضفة تبني ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الى مقلب تأييد ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون كما يروّج بعض الطامحين لوصول “الجنرال” الى بعبدا، فان موقفه الناري ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم قطع الشك باليقين ولم يترك مجالا لا للطموح ولا للتفاؤل في هذا المجال.

فزعيم المستقبل الذي رد على كلام وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الذي “يستخدم منبراً إعلامياً اميركياً لتحريض الإدارة والشعب الأميركي ضد السعودية” معتبرا “ان منابر الشيطان الأكبر بنظر القيادة الإيرانية، صالحة للاستخدام في تقديم وجهات النظر الشيطانية”، ومتهما طهران بـ” بتولي اوسع عملية تخريب للمجتمعات العربية، وبأنها شريك مباشر في احتضان الارهاب وانتشاره في العالم الاسلامي، وتهريب المتهمين بقتل رفيق الحريري”، أكد المؤكد لجهة دحض كل النظريات الذاهبة في اتجاه عدول الحريري عن قرار ترشيح فرنجية، ذلك ان سخونة المواقف واستفحال الصراع السعودي- الايراني لا يمكن ان يقابله لبنانيا قرار بحجم تبني المستقبل “مرشح ايران” الذي يؤيده حزب الله.

وتبعاً لذلك، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية” إن الرئيس المحور لم يعد وارداً في القاموس اللبناني، وهو لم يكن اصلا كذلك، فلبنان لا يمكن ان يحكمه الا رئيس توافقي يلتزم سياسة الحياد والنأي بالنفس عن صراعات المحاور، التي وبفعل زجّ بعض الاطراف السياسية لبنان عنوة فيها تبقى الدولة من دون رئيس جمهورية منذ عامين واربعة اشهر، فقرار المحاور يفرض تعطيل رئاسة لبنان الى حين تحصيل مكاسب اقليمية لأصحابها. وتذكّر في السياق بموقف وزير خارجية مصر سامح شكري الذي دعا الى انتخاب رئيس حيادي كما بسلسلة دعوات بدأت تصدر من دول عدة تصب في الاتجاه نفسه.

ومع ان المصادر لا تخفي وجود جناح داخل تيار المستقبل ينحو في اتجاه تأييد ترشيح عون لوضع حد للفراغ القاتل الذي انهك الدولة وبات يشكل خطرا حقيقيا على مصيرها بعدما أفرغت مؤسساتها الدستورية تباعا، وما تبقى منها في طريقه نحو التفريغ والتعطيل، وهو طرح يكفل عودة الرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة التي باتت حاجة له شخصياً وللدولة اللبنانية لاعادة مياه العلاقات مع دول الخليج الى مجاريها، تشير الى رجحان كفة الجناح الرافض الاقدام على خطوة من هذا النوع ستفقد تيار “المستقبل” ما تبقى له من رصيد ومصداقية سنيّاً ولبنانيا وخليجيا.

وعلى رغم تظهّر الصورة “المستقبلية” في شكل واضح خصوصا بعد موقف الحريري، تبدي اوساط بنشعي توجساً من امكان تخلي بيت الوسط عن مرشحها، معززة شكوكها بسلسلة الزيارات واللقاءات التي عقدت بين مستشارين من قبل فريقي الرئيس الحريري والعماد عون، اذ تخشى ان تفضي الى اتفاق يضع زعيم بنشعي خارج المعادلة الرئاسية. بيد ان اوساط المستقبل، كما تفيد “المركزية” طمأنت مرشحها الزغرتاوي عبر موفد زاره اخيرا انها ليست في وارد التخلي عنه، وان نتائج الاتصالات مع الرابية لم تكن ايجابية ولا وصلت الى نتيجة، فالحريري متمسك بترشيح فرنجية ما دام مرشحاً ولن يتراجع الا اذا قرر هو ذلك.