IMLebanon

العونيون يعبّئون الشارع.. هل تشارك “القوّات”؟

aoun tayyar

اعلنت مصادر نيابية في التيار الوطني الحرّ لصحيفة “الأخبار” أن “التحرّك العوني إذا حصل في الشارع هذه المرّة لن يكون مثل سابقاته، فالآن مرحلة تحضير وتعبئة لتهيئة الشارع، ومن ثمّ تبدأ التحرّكات الجديّة”.

وفي وقت تقول مصادر نيابية أخرى في التيار، إنه “لم تحسم مواعيد التحرّكات حتى الآن ولو أُعلن عن 28 أيلول و13 تشرين”، تكشف مصادر أخرى أن “التيار سيقوم بتحرّكات كل يوم في مناطق مختلفة ابتداءً من 28 أيلول وصولاً حتى 13 تشرين لتعبئة الشارع تحت عنوان الميثاقية”.

وفيما لم تكن القوات اللبنانية في وارد النزول إلى الشارع اعتراضاً على التمديد لقائد الجيش جان قهوجي، يبدو عنوان الميثاقية مخرجاً لمشاركة القوات بتحركات التيار، إذ تقول المصادر النيابية إن “النزول إلى الشارع أمر متَّفَق عليه مع القوّات اللبنانية، ومن الطبيعي أن يشارك القواتيون في التحرّك الشعبي، ولو أن تفاصيل المشاركة والمناطق والأعداد لم تحسم بعد”.

وبعيداً عن تضامن حزب الله وتيار المردة مع التيار الوطني الحرّ في ما خصّ الحكومة، أكّدت مصادر بارزة في قوى 8 آذار أن “حزب الله لا علاقة له بتحركات التيار الوطني الحرّ في الشارع”، مشيرةً إلى أن “الحزب لم يحسم قراره من الآن حول المشاركة أو عدم المشاركة في أي جلسة حكومية مقبلة إن حصلت”، مع استبعاد المصادر حصول أي جلسة في المدى القريب بـ”فعل تمسّك الأطراف بمواقفها”.

ومع أن التيار الوطني الحرّ أعلن عن تحرّكات الشارع، غير أن عون لا يزال يراهن على تحوّل ما في موقف تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري من مسألة ترشيحه إلى رئاسة الجمهورية. ومردّ هذا الرّهان معلومات تنقلها أكثر من شخصية لعون، عن تحوّل إيجابي في موقف الحريري تجاه ترشيحه بعد اقتناع الحريري بصعوبة انتخاب فرنجية، بالإضافة إلى المواقف التي أطلقها خلال اليومين الأخيرين مستشار الحريري غطّاس خوري.

لكن مصادر “وسطية” مطّلعة على موقف الحريري، تؤكّد أن “مسألة الرئاسة ليست مرتبطة به وحده، ولا وجود لأي تحوّل تجاه ترشيح عون”.

وتبني مصادر بارزة في قوى 8 آذار على “علاقة الحريري السيئة بالمملكة العربية السعودية”، وموقفه من ترشيح عون، مؤكّدةً أن “الحريري لا يستطيع اتخاذ خطوة من هذا النوع من دون قرار سعودي، ولا وجود لأي قرار سعودي الآن يخصّ لبنان، خصوصاً أن الحريري يطلب موعداً للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز منذ ما قبل عيد الأضحى، ولم يحصل عليه حتى الآن”.

وأكدت مصادر قيادية في “التيار الوطني الحر” لصحيفة “السفير” أن جلسة 28 أيلول “ستشكل نقطة تحول، وما بعدها لن يكون كما قبلها، فإما أن تُترجم الإيماءات والإشارات الإيجابية حيال عون الى قرار بانتخابه في ذلك اليوم، وإما أن تتكشف كل المناورات وينتقل التصعيد البرتقالي المتدرج بدءا من هذا التاريخ الى مستوى جديد ستتغير معه قواعد اللعبة، حيث من المتوقع أن يكسر الجنرال في 13 تشرين الأول “الصمت الاضطراري” وأن يلقي أمام مناصريه خطابا مفصليا يحدد فيه الخطوات المقبلة ويشرح مسار الإقصاء الذي يستهدفه منذ عام 1990 بوسائل عدة”.

ويقول العارفون بطبيعة عون إن الرجل “يعيش منذ مدة في غربة عن نفسه، وهو الذي لم يعتد أن يكتم مشاعره ويتكتم على ما يفكر فيه، طيلة هذا الوقت، لكنه قاوم انفعالاته في محاولة منه لـ “تبرئة ذمّته”، قبل أن يعود الى الواجهة.. والمواجهة”.

يعتقد عون أن الحريري معني مع عودته القريبة الى لبنان بأن يحسم تردده خلال الفترة الممتدة حتى 28 أيلول، وذلك على قاعدة تسوية ميثاقية تاريخية، تحمل “الأقوياء” الى الحكم بناءً على ترتيبات مسبقة، فيكون “الجنرال” رئيسا للجمهورية والحريري رئيسا للحكومة ونبيه بري رئيسا لمجلس النواب.

واعلن مصدر موثوق في تكتل الاصلاح والتغيير لصحيفة “الحياة” إن “المقصود بإعلان هذين التاريخين (28 ايلول و 13 تشرين الاول ) أن هناك مؤشرات أمهلناها أياماً معدودة لأن التواصل لم ينقطع مع “تيار المستقبل” الذي تمنى علينا أن نكون في حال انتظار مرن وإيجابي، لكن يجب أن يتحقق من هذا الانتظار شيء واضح، فإذا وصلنا إلى محطة 28 الجاري وانتخب عون كان به وإذا لا فإن الفترة الفاصلة بين 28 الجاري و 13 تشرين الأول هي لبناء التحرك في 13 تشرين”. وأوضح أن “بيان الأمس إنذار حتى تاريخ الجلسة النيابية وبعدها تجري التعبئة الشعبية لتحرك وازن هدفه القول نحن هنا وهذا ما نمثّل”.

وسألت “الحياة” غير مصدر في التكتل عن طبيعة التحرك المقرر لكن أكثر من نائب تكتّم عن طبيعته ومكانه وسط تأكيد بأنه سيكون على شكل تظاهر وحشد كبير يتطلّب ساحة واحدة لاستيعاب الجماهير التي ستشارك فيه والتي سيلقي فيها عون خطاباً، وأن التظاهر قد يكون متدحرجاً ويشمل الاعتصام وهناك احتمال للعصيان. وعلمت “الحياة” أن “هناك عدة اقتراحات لمكان التحرك والأمر متروك لعون كي يحسمه لكنه سيكون تحركاً حضارياً كما حصل العام الماضي”.

وعن مشاركة الحلفاء في هذا التحرك، قال المصدر الموثوق: “لم نطلب شيئاً من الحليف الاستراتيجي (حزب الله) لكنه في أجواء ما ننويه”. وفيما أوضح مصدر في التكتل أن “الاتصالات مستمرة مع القوات من دون الحصول على جواب واضح منها بعد”، قال المصدر إنه “لم يطلب من القوات شيئاً، وربما هدف عون أن يقتصر التحرك على مناصري تياره ليؤكد أن هذه هي حيثيتنا على رغم ما قيل عن تأثير إجراءات اتخذت في التيار ضد بعض ناشطيه”.