Site icon IMLebanon

تقرير IMLebanon: مخاطر صحية وبيئية مع انتشار النفايات… وهذا هو الحلّ!

 

عادت النفايات الى الشوارع من جديد بعد قرار إقفال مكب برج حمود من قبل حزب “الكتائب” رفضًا لتحويل واجهة المتن لمكب كبير، ومع هذا القرار انتشرت النفايات من جديد في بين الابنية وفي الشوراع والطرقات والأحراج لتنذر بكارثة بيئية كبيرة ما لم يجد المعنيون حلا سريعا لتلك الأزمة.

فالأزمة بدأت تؤرق المواطنين الذين يتنشقون تلك السموم ويعيشون على مقربة من النفايات، بالإضافة الى مخاطر عدّة بسبب قيام بعض البلديات على حرقها ما يزيد الطين بلّة ويساهم أكثر في انبعاث الروائح الكريهة والدخان السام الذي يفتك بكل شيء.

فما هي المخاطر الصحية والبيئية لانتشار النفايات في الشوارع والطبيعة؟ وما هو الحلّ لتلك المشكلة؟

المعالجة العشوائية للنفايات تفتك بالبيئة

الناشط البيئي بول أبي راشد يؤكد في حديث لـIMlebanon أن “الانتشار العشوائي للنفايات في الاحراج والطبيعية يؤثر سلبا على البيئة والهواء وأخطر شيء هو عندما تلجأ البلديات على حرق النفايات ما يؤدي الى انبعاثات سامة وخطيرة تلوث الهواء بالاضافة الى سقوط امطار سامة بسبب تساقطها مع رماد النفايات المحرو ما يلوث المياه الجوفية”.

ويضيف أن “الثروة البحرية والسمكية مهددة اليوم بسبب رمي النفايات في البحر وطمرها على مقربة من الشواطئ ما يؤدي الى انتشار الامراض والأوبئة خصوصا ان صحة المواطن مهددة جراء هذا الامر”.

الدولة مسؤولة عن إيجاد الحلول وتسهيل الأمور للبلديات

أمّا بالنسبة للحلول المقترحة لانقاذ البيئة من تلك الأزمة، يشدّد أبي راشد على أنّ “الدولة هي المسؤولة عن هذا الاهمال لأنّه عندما تقترح البلدية خطة لمعالجة النفايات في مركز خاص تبدأ الدولة بتصعيب الامور على البلديات وتجبرهم بالحصول على رخصة، مما يدفع تلك البلديات على ايجاد حلول غير بيئية مثل الحرق والطمر العشوائي بالاضافة الى تهريب النفايات من محافظة الى أخرى ورميها في الاحراج والطبيعة”.

ويطالب أبي راشد “الحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاه هذا الملف وتجد مخرجا للازمة وتقترح حلولا بيئية وليس حلولا غير بيئية مثل اقتراح طمر النفايات في البحر، فهذا الامر مرفوض وخاطئ ويجب عدم السماح به لأنّ رمي النفايات في البحر يؤثر سلبا على الثروة السمكية والحيوانية”.

مكب بصاليم… حلّ موقت

ويشير الى أنه “علينا الضغط على الدولة التي هي المقصر الاساسي في هذا الموضوع”، ويكشف عن “حلّ موقت للأزمة عبر استخدام مكب بصاليم للنفايات الذي تبلغ مساحته 45 ألف متر مربع اذ بسهولة يمكن وضع النفايات فيه لحين حلّت المشكلة وقام قضائي المتن وكسروان بانشاء معاملهما الخاصة لفرز النفايات”.

ويوضح أن “الدولة مسؤولة عنّا وتملك اراض كثيرة ويمكنها ايجاد الحل لذلك فهي مجبورة بتأمين المكان اللازم لرفع النفايات من الشارع وان يكون هذا المكان مراقبا من قبلها كي لا يحرق احد النفايات”، ويسأل: “أين مجلس الانماء والاعمار والمحافط والقائمقام واجهزة الدولة؟ فإذا رفض حزب “الطاشناق” إدخال النفايات على أرض تابعة لبلدية برج حمود تمتلئ الشوارع في النفايات؟ ألم يعد هناك في الدولة اللبنانية اراض سوى هذه الارض”؟

وطالب أبي راشد المواطنين المساعدة على الحلّ عبر فرز نفاياتهم من المصدر ممّا يساهم بشكل كبير على المحافظة على البيئة وإعادة تدوير النفايات.

النفايات تهدّد صحة الانسان وتعرّضه لأمراض كثيرة

من جهته، يؤكّد طبيب الصحة العامة دانيال حيدر لـIMlebanon أن “مخاطر النفايات كثيرة خصوصا على صحة الانسان بسبب سرعة التقاطه الامراض والفيروسات والتي قد تصيبه بأضرار جمّة”، ويشدد على أن “النفايات تزيد انبعاثات الغازات السامة والقوارض والحشرات والبعوض والجراثيم المؤذية وتؤثر على المياه الجوفية التي نشرب منها ونستخدمها لري المزروعات والاستحمام”.

ويلفت حيدر إلى أن “حرق النفايات يؤدي الى أضرار بليغة في الرئتين والجهاز التنفسي ما يؤثر سلبا على مرضى الربو وكل من يعاني من ضيق بالتنفس بالإضافة الى زيادة نسبة التعرض لأمراض سرطانية خطيرة بسبب تنشق الغازات السامة والدخان الأسود، فضلا عن أمراض في النظر بسبب الدخان الذي يصيب العيون”.

ويؤكد حيدر أن “انتشار النفايات بين المنازل والشوارع السكنية يعرض المواطنين لحساسيات وأمراض جلدية كثيرة ما يؤدي الى ظهور احمرار وبثور على الجلد، بالاضافة الى امراض معوية خطيرة  تسبب حالات استفراغ وإسهال”، ويشير الى أن “طمر النفايات في الاماكن الحرجية وفي الاماكن المرتفعة يؤثر على المياه الجوفية التي نشربها ونستخدمها لري المزروعات مما يساهم في التقاط الامراض أسرع”.

الوقاية ضرورية لتجنب التقاط الأمراض

أما بالنسبة للوقاية من الأمراض الناتجة عن انتشار النفايات، يوضح حيدر أن “على المواطن عزل نفسه بعيدا عنها واقفال كل الامكان التي ممكن ان تصل اليها الرائحة بالإضافة الى وضع شفاطات هوائية تنقي الهواء وتسحب الرطوبة وتقتل البكتيريا، وفي حال كان يريد الخروج من منزله فالأفضل وضع كمامة على وجهه كي لا يتنشق الروائح النتنة ويحمي نفسه من التقاط الامراض”.

ولكي يمنع اقتراب الحشرات والبعوض والذباب، يضيف أن “على المواطن استخدام المبيدات ورشها بالقرب من مكان السكن وعليه البقاء بعيدا عن النفايات أقلّه 200 مترًا في حال كان مكان سكنه بالقرب من مكب للنفايات”.