IMLebanon

“المستقبل” لعون: ماذا ستفعل بمعارضة بري؟

michel-aoun-nabih-berri

 

 

كتب عماد مرمل في صحيفة “السفير”:

برغم تمسكه بأحقيته في رئاسة الجمهورية ورفضه التنازل عن هذا «الحق» او المساومة عليه، إلا ان العماد ميشال عون يرفض في الوقت ذاته الوصول الى الرئاسة بأي ثمن كان.

بهذا المعنى، يحرص «الجنرال» على رفض أي محاولة لزجه في لعبة «البوانتاج» العددي حول فرص انتخابه استنادا الى لعبة الارقام، او حسابات الاكثرية والاقلية. بوضوح أكبر، يصر عون على دخول قصر بعبدا من بوابة داخلية عريضة تتمثل في توافق الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري على خيار انتخابه، وما يستتبعه من ترتيبات لاحقة على مستوى التفاهم حول نسيج الحكومة المقبلة ورئاستها وباقي القضايا المتصلة بها وخصوصاً قانون الانتخاب.

لكن الحريري لا يزال حتى الآن يُمانع، بل إنه بدأ يمهد الطريق امام احتمال استدارته نحو خيار جديد، من خارج ثنائية ميشال عون – سليمان فرنجية، إذا استمر الافق الرئاسي مقفلاً. وقد حاول مستشار الحريري الدكتور غطاس خوري جس نبض رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، خلال اللقاء الأخير بينهما، حيال إمكان تخليه عن دعم ترشيح «الجنرال» في حال تخلى الحريري عن ترشيح رئيس «تيار المردة»، توطئة لفتح الباب امام اسماء توافقية من خارج نادي مرشحي «8 آذار».

تعاطى جعجع بحذر شديد مع هذا الطرح الحريري، متخوفاً من «قشور الموز» التي يمكن أن يخفيها في طياته. وعليه، أكد رئيس «القوات» لضيفه انه متمسك بتأييد ترشيح عون بمعزل عن أي أمر آخر وخصوصاً موقف الحريري من ترشيح فرنجية، انطلاقاً من أن هناك «اعلان نيات» يجمع معراب مع الرابية ويشكل البيئة الحاضنة او البنية التحتية لقراره، فضلاً عن التبعات المستقبلية لخيار ترشيح «الجنرال» وهي النقطة التي يضمرها جعجع ولا يجاهر بها علناً.

مع ذلك، وبرغم محاولات الحريري المستمرة للتفلت من تجرع الكأس البرتقالية المرّة، لم يفقد عون الأمل في إمكان استقطابه، مستنداً حيناً الى إشارات واقعية وحينا آخر الى فرضيات نظرية غير مثبتة «علمياً».

ولئن كان تأثير السعودية على الاستحقاق الرئاسي واضحاً، إلا ان هناك من يعتقد ان لدى الحريري هامشاً سياسياً يستطيع ان يتحرك بين حديه لـ «تعليق» خط مصالحه على شبكة عون، مستفيداً من انكفاء الرياض النسبي عن الساحة اللبنانية واعطائها الاولوية لملفات اقليمية تعتبرها أشد انعكاساً على مصالحها الحيوية. «فليس المطلوب من السعودية، كما يقول المقربون من الرابية، ان تدعم وصول عون صراحة الى الرئاسة وترفع «الفيتو» عنه. ما يراد منها فقط، وفق هؤلاء، هو «السماح للحريري باقتطاع «منطقة عازلة» عن نيران الاشتباك الإقليمي، تمنحه القدرة على تحمل مسؤولية دعم عون في اطار توافق وطني».

في المقابل، تستغرب أوساط الحريري كيف ان عون يسعى الى الحصول على تأييد رئيس «المستقبل» لترشيحه الرئاسي، فيما رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لا يترك مؤخراً مناسبة إلا ويهاجم فيها الشريك الاسلامي، خصوصاً المكوّن السني، فضلا عن اتساع مساحة الخطاب الفيدرالي عند بعض الرموز العونية سواء في العلن أو عبر مواقع التواصل.

ويُروى أن أحد المحيطين بالحريري استغرب خلال تواصل جرى مؤخراً بينه وبين فرنجية ما يهمس به بعض أعضاء فريق عون حول إمكان انتخاب «الجنرال» رئيساً للجمهورية في جلسة 28 أيلول المقبل، بمشاركة الحريري، متسائلاً: كيف يمكن ان يحصل ذلك على وقع الحملات التحريضية التي تستهدف «المستقبل» ومَن يمثل، باسم ميثاقية يفصلها «التيار» على مقاسه؟ وهل الخطاب البرتقالي المتطرف المستخدم في هذه الأيام يشجع على انعطافة ايجابية في اتجاه عون ام يعزز الهواجس حياله و «النقزة» منه؟

وتلفت اوساط الحريري الانتباه الى ان رئيس «المستقبل» لا يشكل وحده العقبة او العقدة التي تمنع انتخاب «الجنرال»، كما يروج انصار الرابية، بل ان موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري مؤثر جداً في هذا المجال، وهو لاعب أساسي لا تكتمل اي تسوية رئاسية من دونه، وبالتالي لا يمكن الاستخفاف بمعارضته لهذا الانتخاب، او الوثوق في أن هناك من يستطيع حُكماً ان يمون عليه لتغيير موقفه إذا استدار الحريري نحو «الجنرال».