سجّل الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم “بريميرليغ” أرقاما قياسية، خاصة على صعيد عقود النقل التلفزيوني وصفقات اللاعبين فاقت “ميزانيات دول”.
وأعاد إقفال سوق الانتقالات الصيفي “ميركاتو” في 31 آب الماضي تسليط الضوء على الأرقام القياسية التي صرفت للحصول على حق نقل مباريات الـ”بريمييرليغ”، التي بلغت 1.54 مليار دولار.
يذكر أن 5 في المئة فقط من أندية الـ”بريمييرليغ” تملكها شركات إنكليزية في حين أن الأجانب يملكون نحو 95 بالمئة من بينها فرق كبيرة، لأن “بنية” الدوري الإنكليزي الممتاز وسوقه الرحبة تعد جنة للمستثمرين.
و يجمع الـ”بريمييرليغ” مدربين حصدوا 67 لقبا كبيرا، أبرزهم الإسباني جوسيب غوارديولا والبرتغالي جوزيه مورينيو والفرنسي أرسين فينغر والألماني يورغن كلوب والإيطالي انطونيو كونتي.
وعزا اليكس ثورب، المدير الأعلى للشؤون الرياضية في “ديلويت”، إبرام صفقات ضخمة إلى “العوائد الضخمة المتوقعة من الانفاق الجديد لحقوق البث التلفزيوني التي شجعت الأندية على مزيد من الاستثمارات في سوق الانتقالات”.
ورصدت استثمارات تفوق قيمتها 6 ملايين يورو لبث المباريات حتى عام 2019، أي بزيادة 71 في المئة، في مقابل 230 مليون يورو خصصت كحقوق في الحقبة الأولى لاعتماد الـ”بريمييرليغ” (1992 – 1997).
وعموما، ستدخل نحو 10 بلايين يورو إضافية من بدل حقوق البث الخارجي صناديق الأندية، أرسنال وحده حصد 120 مليونا، الأمر الذي شكل حالة مطمئنة على الرغم من الحذر والترقب والإحاطة للمستقبل بعد الـ”بريكزيت” البريطانية.
ويوضح باستيان دورت، مؤلف كتاب “اقتصاد كرة القدم المحترفة”، أن “التخوّف من فرض كوتا على تعاقدات الأندية مستقبلا في ضوء قرار الخروج من الاتحاد الاوروبي” دفع بالأندية إلى هذه الحماسة والشراهة”.
واللافت أن الإنفاق الشره ينعكس إيجابا على عائدات الأندية، فمتذيل الترتيب سيحصد في اختتام الموسم الحالي مبلغ 155 مليون يورو، أي أكثر من مجموع ما تجنيه أندية أوروبية عدة مجتمعة.
وأشار خبراء إلى أن أندية، مثل مانشستر يونايتد خامس الترتيب وتشيلسي عاشره، تريد التعويض، فحصنت صفوفها واحتاطت، لذا، لم يكن مستغربا انفاق الـ”يونايتد” 42 في المئة من قيمة الانتقالات الصيفية وفقا لموقع “سبريدتكس” الإلكتروني.
ورغم أن الناديين لن يخوضا مسابقة دوري الأبطال، فإنهما بنيا تشكيلتين جذابتين جماهيريا وبالتالي إعلانيا.
ولأن التشكيلة وواقع التحديات يفرضان فريقا من 25 عنصرا من مستوى متقدم جدا، يكون التركيز على استقطاب لاعبين فتيين متمكنين أمثال الفرنسي بول بوغبا “العائد” إلى يونايتد في مقابل 120 مليون يورو.
وبما أن الحديث عن الأرقام لا ينتهي، لا بد من الإشارة إلى أن “سكاي سبورت” اشترت حقوقاً للموسم الحالي بـ1.63 بليون يورو (126 مبارة) و”بي تي” (بريتش تيلفيجين) بـ370 مليونا (42 مباراة).
ويوفر هذا العقد للشبكتين مدخولا أكيدا من 12.5 مليون مشترك بخدمات التلفزة عبر الكابل والإنترنت لمشاهدة مباريات كرة القدم وتحديدا الـ”بريمييرليغ”، وهي ما اعتبر ثروة بحد ذاتها.