لفتت الوكالة “المركزية” الى أنّه ليس في الأفق ما يشير إلى أنّ التيار الوطني الحر في وارد إعادة النظر، أو التراجع عن خطة التصعيد المتدرج التي يلوّح بها منذ فترة، احتجاجاً على ما يسميه “تجاوزاً للميثاقية” و”قفزا فوق حقوق المسيحيين”، معتبراً أنّ في ذلك تهديدا صريحا للوجود المسيحي في لبنان، في خضم ما يتعرض له مسيحيو الشرق.
وبعدما قاطع وزيرا الخارجية جبران باسيل والتربية الياس بو صعب الجلستين الحكوميتين الأخيرتين، مدعومين بحليفيهما حزب الله والمردة، ضرب تكتل التغيير والاصلاح تاريخي 28 أيلول الجاري، و13 تشرين الأول المقبل، موعدين لجولة جديدة من التصعيد السياسي صونا لما يسميها “الميثاقية”. وبينما لا يستبعد المراقبون لجوء التيار إلى الشارع، تكتفي أوساط قريبة من الرابية بالتأكيد عبر “المركزية” أن “كل الخيارات مفتوحة، علما أننا لم نحدد حتى الساعة الخطوات العملية في إطار تصعيدنا المستمر حتى النهاية”.
وإذا كان التيار العوني يربط تحركه بالميثاقية، فإنه لا ينفك يؤكد أنّ انتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية يشكل أحد أوضح تجليات احترام الميثاق والدستور، خصوصا بعدما ضخ إعلان معراب جرعة دعم مسيحية في ترشيح زعيم الرابية الرئاسي. وفي هذا الاطار، يبدو لافتاً أنّ الجلسة الانتخابية الـ45 المزمع عقدها في 28 الجاري، تشحن بأجواء تفاؤلية عونية. وهنا تشدد أوساط الرابية عبر “المركزية” على أنّ “الجلسة الانتخابية المقبلة مفصلية، ونحن متفائلون اليوم أكثر من أي وقت مضى لأن الجميع يتأكد يوما بعد يوم أن الحل الوحيد للأزمة الراهنة يكمن في تأييد وصول العماد عون إلى قصر بعبدا الشاغر منذ أكثر من عامين، حتى أنّ الرئيس سعد الحريري بات في وضع سيضطر معه إلى الانضمام إلى نادي داعمي الزعيم العوني، وكل ما يكتب وينشر عكس ذلك، يعتبر في غير مكانه”.
وأشارت الاوساط أيضاً إلى أنّ تكتل التغيير والاصلاح يعقد غداً الثلاثاء اجتماعاً مهماً يتجه فيه إلى تحديد موقفه النهائي من الحكومة والحوار، في ضوء عدم تلقيه إجابات “شافية” في ما يتعلق بالميثاقية.
من جهته، يبدو تيار المستقبل مصراً على التمسك بدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية، على عكس ما أشيع عن اتجاهه إلى دعم زعيم الرابية في السباق إلى بعبدا. وفي السياق، تشير معلومات “المركزية” إلى أن كتلة المستقبل تعقد غداً الثلاثاء اجتماعها الدوري، على أن تصدر بعده بياناً تجدد فيه تأكيد كونها كتلة سياسية ديموقراطية، تشهد اختلافاً في وجهات النظر، من دون أن يؤثر ذلك على التزام جميع أفرادها القرار السياسي الذي تتخذه القيادة الحزبية. وبحسب المعلومات، فإن الكتلة تتجه أيضا إلى تحديد موقفها النهائي من التسريبات الاعلامية الأخيرة ، وذلك عشية الجلسة الانتخابية الجديدة. علماً أنّ كل هذا يأتي بعدما تحمل التيار الأزرق كثيراً من الاتهمات بعرقلة انتخاب عون، “بوصفه الزعيم المسيحي الأكثر تمثيلا في مكونه”.