تلوح في ضباب الافق السياسي المسيطر على لبنان منذ بدء الشغور الرئاسي بارقة امل اذ تنقل مصادر في قوى الثامن من آذار قريبة من الرابية ان احد السفراء الاوروبيين الناشطين الذين لطالما كانت بلاده من اللاعبين الاساسيين في المنطقة والمتحكمين في قرارها حتى ما قبل الاستقلال، قال امام سياسي لبناني ان حظوظ النائب العماد ميشال عون في الوصول الى بعبدا باتت كبيرة وان توفير النصاب لجلسة انتخابه في الثامن والعشرين من الجاري او بعدها بقليل يقترب كثيرا من حدود الواقع.
وتضيف المصادر ان بات هناك شبه اجماع دولي وخصوصا اوروبي، على ان شمولية الحل للازمة اللبنانية تبدأ بانتخاب رئيس البلاد وان الجنرال عون هو المتقدم على ما عداه من الاسماء المطروحة لملء الشغور، وذلك بناء لرغبة فاتيكانية وفرنسية بضرورة الحفاظ على المنصب الرئاسي المسيحي الوحيد في المنطقة وتاليا على صيغة العيش المشترك التي تميز لبنان وتصلح نموذجا لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” وسائر المنظمات التكفيرية والمتشددة في المنطقة.
وفي حين تترقب اوساط الرابية المستجدات على خط تيار المستقبل وتحرك رئيسه الرئيس سعد الحريري وما قد يتبلغ منه حول السيناريو او الستاتيكو اعلاه القاضي بانتخاب عون خلال الايام او الاسابيع المقبلة، تدعو اوساط عونية الى التبصر جيدا في اجواء زيارة الوفد اللبناني الى نيويورك والود المستجد بين رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل اثر الخصام الناشب بين الجانبين والمقاطعة العونية لجلسات مجلس الوزراء. واذ تربط المصادر بين هذا التقارب الحكومي وبين ما نقل عن السفير الاوروبي تدعو الى معاينة خط سير عودة الرئيس سلام والوفد المرافق من نيويورك، واذا ما كان هذا الخط سيتضمن توقفاً في باريس للقاء الرئيس سعد الحريري. حتى اذا ما تم ذلك على ما تقول المصادر، تكون الامور تؤشر الى ايجابية ما على صعيد وصول عون الى بعبدا، خصوصا وان بعض الاوساط العونية تعتقد ان الحريري قد يحمّل باسيل الرد الذي تنتظره الرابية لاتمام نصاب جلسة انتخاب الجنرال في الثامن والعشرين من الجاري او بعدها بقليل خصوصا وان العاملين على خط التسوية “الحل” يتوقفون كثيرا عند مضمون السلة التي طرحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري وما اعلنه منذ ايام حول ضرورة التوافق على ما قبل انتخاب الرئيس وبعده اي على اسماء الرؤساء الثلاثة فاتورة الانتخاب وسواه. وما اعلنه الفريق النيابي المتشدد من انتخاب عون وتحديدا من نواب طرابلس والشمال الذين دعوا الى تجنيبهم والبلاد صيغة الفرض في انتخاب الرئيس ووصوله الى بعبدا.