يستبعد مصدر نيابي في قوى 8 اذار عبر الوكالة “المركزية”، انتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور، ويعزو ذلك الى الصراع الاقليمي المستعر في المنطقة والكباش الحاد بين ايران والسعودية المتوالي فصولا وسط غياب اي بوادر مشجعة على هذا الخط. وفي وقت يحمّل “حزب الله” الرئيس سعد الحريري وزر الشغور، يقول المصدر انّ زعيم “المستقبل” في الحقيقة ضحية الضغوط السعوديّة، فالمملكة ترفض وصول أي رئيس يدور في فلك 8 اذار الى سدة الحكم، حتى ولو كان ذلك ضمن معادلة تفتح أبواب السراي امام الرئيس الحريري”.
المصدر يصف أيضاً مواظبة نواب 14 على حضور جلسات الانتخاب التي يبلغ عددها في 28 أيلول الـ45، بالمسرحية، ذلك أنهم يعرفون جيداً انّ لا انتخابات رئاسية. ويذهب المصدر أبعد فيقول “لو كان نواب هذا الفريق يشكّون ان النصاب لهذه الجلسات سيتأمن، لكانوا تغيبوا، فالسعودية منهمكة بهموم كثيرة ولا تريد رئيسا في لبنان في هذا الظرف، حتى انها تستخدم الاستحقاق كورقة للضغط على المجتمع الدولي وعلى الولايات المتحدة في شكل خاص، فتكفّ واشنطن عن تخطيها في التسوية السورية التي تتفرد اليوم في نسجها مع موسكو”.
وبعد ان يسرد تقلّبات الحريري في مقاربته للاستحقاق الرئاسي منذ ان حلّ الفراغ، حيث طالب بداية برئيس توافقي مستقل مقبول من الجميع، قبل ان يؤيد ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ثم يقترح دعم ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ان هو نجح في اقناع مسيحيي 14 اذار وأمّن غطاء من بكركي لترشيحه، وصولا الى تبنيه ترشيح رئيس المردة النائب سليمان فرنجيه في خطوة أراد منها حشر العماد عون وحزب الله ودق اسفين بين الرابية وبنشعي وتظهير انقسام القادة المسيحيين، لكنها أصابت معراب أيضا، يلفت المصدر الى ان “ضياع الحريري هذا، ناجم عن غياب الموقف السعودي الحاسم والواضح من الاستحقاق”. وهنا، يشير المصدر الى ان “الرئيس الحريري ليس بعيدا عن تأييد العماد عون وبعض معاونيه بدأ يقتنع بحتمية هذا الطرح، الا ان زعيم المستقبل، يخشى رد فعل الرياض على قرار مماثل ويحاذر إغضاب المملكة في حين يفاوضها في شأن شركته “سعودي اوجيه” لانقاذ وضعه المالي، حيث يتخوف من الاقدام على خطوة ناقصة قد تقضي على الشركة العملاقة التي أسسها والده، ولذلك يتحاشى التورط في تأييد العماد عون ويتمسك بترشيح فرنجيه في موقف يعطل الانتخابات”. ويستطرد المصدر “لو كانت الرياض تريد فعلا ملء الشغور، لكانت ليّنت موقفها من العماد عون، خصوصا بعد ان بات ترشيحه يتمتع بغطاء مسيحي واسع في أعقاب المصالحة مع القوات اللبنانية، أحد حلفائها البارزين في لبنان”.
في الضفة الاخرى، تعتبر اوساط “المستقبل” عبر المركزية انّ هذه الاتهامات مردودة لاصحابها وهدفها ذر الرماد في العيون. وتذكّر بأن “ما يسميها الطرف الآخر “تقلبات” هي في الحقيقة مبادرات وأفكار طرحها الحريري للخروج من المأزق، مضيفة “قدمنا الكثير من التنازلات وقدمنا في 14 آذار دعمنا لمرشحّين من 8 آذار. وعليه، بات المطلوب من الطرف الآخر ملاقاتنا في منتصف الطريق، نحن لا نطلب ان يؤيدوا مرشحا من 14 آذار، لكن أقله ليطرحوا اسما جديدا لنتناقش في شأنه”.