كتبت أسرار شبارو في صحيفة “الراي” الكويتية:
عشر سنوات وغرامة قدرها 4.2 مليون دولار هو الحكم الذي أصدرته محكمة ايرانية على اللبناني نزار زكا، الأمين العام للمنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات، بعد نحو عام من اعلان “اختفائه” قبل ان يتبيّن انه موقوف لدى السلطات الايرانية بتهمة “التعاون مع دولة معادية”.
الاتهام وُجّه الى زكا بحسب محاميه الأميركي جيسون بوبليت الذي يدفع ببراءته، بموجب المادة 508 من قانون العقوبات الإيراني التي تنص على السجن لما يصل إلى عشر سنوات لأي شخص يتعاون مع دولة أجنبية ضد إيران، قبل ان يدعو في بيان المسؤولين الأميركيين إلى استغلال زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة بالإفراج غير المشروط عن زكا.
زكا، وهو ايضاً رئيس السياسة العامة في التحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والخدمات (WITSA)، كان لبى في ايلول 2015 دعوة الجمهورية الاسلامية للمشاركة في مؤتمر دعته إليه نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة شاهيندوخت مولافردي، قبل ان يلقى القبض عليه وهو في طريقه الى المطار وتعلن وسائل إعلام حكومية لاحقاً انه معتقل لدى “الحرس الثوري” الإيراني وأن له علاقات مع الجيش وجهاز المخابرات الأميركيين، لتبدأ أولى جلسات محاكمته بتهمة “التعامل مع دول معادية” في السادس من يونيو الماضي.
ابن بلدة القلمون (شمال لبنان)، المعروف بمناصرته لحرية الانترنت والمقيم في واشنطن حيث لديه اقامة دائمة في الولايات المتحدة يواجه حكماً يتألف من 60 صفحة صدر عن محكمة غير علنية برئاسة القاضي أبو القاسم صلواتي. ولم يتمكن فريق الدفاع عنه من الاطلاع عن تفاصيل الحكم حتى الآن.
محامي زكا في لبنان ماجد دمشقية، قال لـ “الراي” إن الحكم الصادر هو “تبرير لتوقيفه التعسفي، والنتيجة التي وصلت اليها المحكمة عبر حكمها فاقت المعقول، وهكذا أحكام لا تمثل العدالة”. وعما اذا كان يوجد إثبات لتورط موكله بالتعامل مع دولة عدوة ردّ: “لا يوجد أي إثبات. كل الامر يتعلق بالصورة التي وضعها على موقع التواصل الاجتماعي اثناء تواجده في مدرسة اميركية وليس بثكنة عسكرية كما يدّعون”، في اشارة الى ما سبق ان ذُكر من ان زكا “ظهر في بعض الصور التي تعود اليه مرتدياً زي الجيش الاميركي في قاعدة ريفر سايد العسكرية في اميركا”.
وفي ما يتعلق بالغرامة التي حكم بها، أجاب دمشقية: “اعتبرت المحكمة ان المساعدات التي تدّعي انه كان يتلقاها كانت تأتي من عدة دول من العالم لمنظمات تعنى بتطوير عمل الانترنت والتواصل الاجتماعي. وهو حوكم وكأنهم يصادرون هذه المبالغ، علماً انه لبناني لا يحمل الجنسية الاميركية ولا الايرانية، وبالتالي القانون اللبناني لا يمنع الجمعيات والمنظمات التي تعنى بالشأن العام سواء كان دولياً أو داخلياً من تلقي مساعدة من اي دولة باستثناء الدول العدوة. واذا اعتبروا تلقي المساعدات جرماً فعلى الدولة اللبنانية محاكمته وليس ايران، لا سيما انه ذهب الى ذلك البلد لحضور مؤتمر لمدة 3 ايام ليس إلا”.
وجاء صدور الحكم القضائي بعد أيام من تحذير منظمة العفو الدولية من تدهور صحة زكا، في سجن إيفين السيء الصيت في طهران. وأسرته التي زارته عدة مرات قبل صدور الحكم، طالبت بحسب دمشقية، وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالضغط على النظام الإيراني للإفراج عنه، موضحة أن ابنها زار إيران بالتنسيق وبتأييد الخارجية الأميركية وأن الحكومة الأميركية وفّرت تكاليف الزيارة.
وكانت والدة زكا، السيدة ملك التي توفيت قبل نحو شهرين، وجهت رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي تناشده الإفراج عن ابنها، كما سجلت مقطع فيديو، في اذار الماضي، قبل التدهور الشديد لحالتها الصحية تدعو فيه أن يعود نزار سالماً إليها.