قال الوزير جبران باسيل لصحيفة “السفير” إن مقاربتنا لأزمة النازحين التي ابلغناها للمجتمعين تنطلق من ضرورة انهاء الأزمة اولا لأنها تشكل حافزا ضروريا للحل السياسي، وأضاف: “نحن نعتبر ان المقاربة الدولية للأزمة السورية قاصرة عن حل أزمة النازحين، لأنها تعتمد على إبقاء النازحين حيث هم، ما يعني استقطاب المزيد منهم، بينما يجب أن تكون المقاربة مختلفة”.
وتابع: “ما يهم لبنان هو بقاء النازحين في وطنهم لأنه يعني بقاء التنوع فيها، وبقاء التنوع يعني مواجهة الإرهاب، بينما ازالة التنوع تعني خلق البيئة الملائمة لـ «داعش» للمزيد من النمو والخطر والإرهاب”.
وقال: “نحن نختلف مع مقاربة الآخرين القائلين بأن حل الأزمة السورية يجب أن يسبق حل ازمة النازحين،” واعتبر أن صيغة “عندما تسمح الظروف بعودتهم”، تعني إطالة امد الحل للأزمة السورية ولأزمة النازحين، ونحن نرى ان اعادة النازحين الى مناطق مستقرة ـ ولا نستخدم عبارة مناطق آمنة ـ تعني ضرورة توفير المساعدات لهم من كل النواحي وحيث هم.
وردا على مقولة انه لا توجد ضمانات امنية لعودة النازحين الى هذه المناطق، قال باسيل: هناك مناطق مستقرة في سوريا منذ بداية الأزمة وهناك مناطق اصبحت مستقرة بعد التطورات العسكرية الأخيرة، وكلفة تقديم المساعدات لهم في المناطق المستقرة هي اقل من توفيرها لهم في مناطق النزوح. كما انه يريح اوروبا من مخاوفها الأمنية من الإرهاب، لذلك كان موقفنا الرسمي اننا مع اي ترتيب لوقف النار او وقف العنف او تثبيت التهدئة او اقامة الهدنة، لان كل ذلك يمهد لعودة النازحين.
ورأى باسيل ان العنوان الاساسي في الامم المتحدة الان هو معالجة حركات اللجوء والهجرة، “لأنها تضاعف المخاوف وتشكل ارضية للارهاب، وتؤدي الى تغييرات بنيوية في الانظمة والدول، لذلك عندما نقبل بمنطق تثبيت النازحين حيث هم، فان ذلك يعني افراغ المنطقة العربية من ناسها وتنوعها”.