أكّدت مصادر فلسطينية لصحيفة “الراي” الكويتية أن العملية الأمنية والخاطفة التي نفذها الجيش اللبناني في “حي الطوارئ” في مخيم عين الحلوة في صيدا (الجنوب) واعتقال أمير تنظيم “داعش” فيه عماد ياسين، شكلت رسالة حاسمة للقوى الفلسطينية ومنها “الاسلامية” لا سيما “المجموعات المتشددة”، بأنه لم يعد مسموحاً التفكير بالمساس بأمن لبنان واستقراره، وان يد القوى الأمنية طويلة في إلقاء القبض على المطلوبين ولو بعد حين.
والاكيد ان العملية الأمنية التي تُعتبر الاولى من نوعها والتي شكلت نقلة نوعية في التعامل مع “عين الحلوة” وهو أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، سترخي بظلالها على “المجموعات الاسلامية المتشددة” لمراجعة حساباتها بعدما تلقت “ضربة” موجعة في الأمن الاستباقي وشعرت بأنها غير قادرة على الردّ امام “الضغط الداخلي” و”التهديد الخارجي” الذي تعرضت له، والأهمّ عدم تكافؤ فرص المواجهة، وهي في الوقت نفسه غير موحدة في الموقف بعد حل “تجمع الشباب المسلم”.
وكشفت صحيفة “الراي” ان الجيش اللبناني واكب عملية اعتقال ياسين بخطوات سريعة ورادعة لجهة استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية وتشديد الاجراءات وتسيير الدوريات في محيط مخيم عين الحلوة ومدينة صيدا، مع رسالة حاسمة أبلغها مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود الذي التقى في ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا وفداً قيادياً فلسطينياً بمشاركة امين سر حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات وممثل حركة “حماس” علي بركة، بأن الجيش سيتعامل مع التطورات في المخيم ومحيطه حتى إشعار آخر، بـ “قبضة من حديد”، مشخّصاً الواقع بأنه “مثل المريض الذي أُدخل الى غرفة العناية الفائقة وقد يتعرض لانتكاسة في اي لحظة”، في اشارة الى احتمال قيام “مجموعات إسلامية” متشددة او أشخاص منها بردة فعل انتقامية.
وأوضحت المصادر لـ “الراي” ان لا تَرابُط بين الاشتباكات العسكرية التي جرت في المخيم قبل 15 ساعة من توقيف ياسين، وبين تنفيذ العملية الامنية في حي “الطوارئ” التي حُدد توقيتها حسب الظروف المواتية لنجاح اعتقال ياسين من دون اراقة دماء وذلك بعد رصدٍ ومتابعة طويلة، أفضت الى استخلاص انه يؤدي عادة الصلاة في مسجد زين العابدين في منطقة “الطوارئ” في بقعة قريبة من حاجز الجيش اللبناني عند المدخل الفوقاني للمخيم ومن دكان مهجور له بابان واحد يؤدي الى الشارع الرئيسي والآخر الى منطقة نفوذ الجيش قبالة ثانوية رسمية. علماً ان الجيش طلب من سكان المنطقة عدم التحرك لبعض الوقت اثناء تنفيذ العملية من دون ان يعلموا بماهية ما يجري.