إعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ “إحجام الكتل السياسية عن انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنتين وأربعة أشهر، هو أمر خطير للغاية ومرفوض بالمطلق، ولا يقبل به أيّ لبناني مخلص، ولا يتحمل أن يبقى مكتوف الأيدي أمام هذه المعضلة”، لافتاً الى أنّ “هيكل الدولة والوطن يتزعزع، الجمهورية مفقودة، المجلس النيابي معطل، مجلس الوزراء منشل، المؤسسات العامة يتآكلها الفساد والرشوة، مقومات البلاد الاقتصادية والصناعية والزراعية والسياحية والتجارية تتراجع، الفقر يتزايد، الدين العام يتعاظم، وظلمة قاتلة قاتمة”.
الراعي، وخلال ترأسه قداساً احتفالياً بمناسبة عيد القديسة تقلا، في كنيسة القديسة تقلا في تربل البقاعية، قال: “نحن بحاجة الى صيحة لإنقاذ الوطن، صيحة من ذوي الارادات الطيبة من المجتمع المدني، صيحة ترفض واقع الترف والمصالح الشخصية والفئوية والمذهبية، صرخة تصارح بمنطلقات الخلاص والخروج من الظلمات السياسية، التي تلف بلدان الشرق الأوسط: فلسطين، سوريا، العراق اليمن وسواها، ظلمات الحرب والقتل والهدم والتهجير الاستبداد والتعدي على المواطنين العزل”.
وأضاف: “نسأل الله كي يمس ضمائر أمراء هذه الحروب الإقليميين، الذين يتخبطون في ظلمات كبريائهم ومصالحهم الاقتصادية واستراتيجياتهم السياسية، فيحرك ضمائرهم بقدرته الفائقة، كي يوقفوا الحروب ويوجدوا الحلول السياسية للنزاعات، ويوطدوا في المنطقة سلاماً عادلاً وشاملاً ودائماً، وليتحملوا مسؤولية عودة جميع النازحين واللاجئين والمخطوفين إلى أوطانهم وبيوتهم وممتلكاتهم، مع ضمانة جميع حقوقهم كمواطنين”.