كتب غسان ريفي في صحيفة “السفير”:
تجددت المواجهة بين مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار وبين وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي، والجديد دخول النائب خالد ضاهر على خطها أمس، مساندا ريفي، وذلك بعدما فشلت كل المساعي التي بذلت لانهاء الخلاف الذي تفاقم إثر تصريحات ريفي العنيفة ضد الشعار الذي رد عليه بأنه “يشكوه الى الله”، وبامكانية “لجوئه الى القضاء في حال تعرضه أو سيارته لأي مكروه”.
وعلمت “السفير” أن مبادرة “المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى” لجمع الشعار وريفي في دار الفتوى تحت رعاية مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، قد سقطت، بسبب رفض كل منهما لقاء الآخر.
فقد رد الشعار على ريفي خلال وضعه الحجر الأساس لمسجد في بلدة السفيرة في الضنية، داعيا إياه الى التروي والتهدئة، سائلا إياه عن جدوى الهجوم على الرئيس سعد الحريري “وهو الذي يحمل دم والده على كتفه”.
وقال مخاطبا ريفي: إذا كان عندك ما يقال فبإمكانك أن تهمس في أذن الرئيس الحريري، لا أن تصنف نفسك بأنك إبن قريطم ولست إبن بيت الوسط، وتستمر بالهجوم، فهذا ليس من أدبياتنا ولا أخلاقنا ولا تعاملنا الديني والاسلامي.
وتابع: إن دار الفتوى هي محضن لكل اللبنانيين، ونحن لا يقال لنا من نزور أو من نستقبل، ولا يقال لنا بأن المفتي يجب أن يهتم بالدين، لأن الدين هو شرف لنا، وعندما نخدم الدين نخدم الوطن.
وعزز رده بالاشادة بالنائب سليمان فرنجية معتبرا أن إرساله ممثلا عنه الى الضنية للمشاركة في مناسبة دينية إسلامية هو فعل وطني.
لكن اللافت للانتباه أن النائب خالد ضاهر الذي كان موجودا في حفل الافتتاح طلب الكلام، ورد على الشعار مدافعا عن ريفي، ما أوحى بتطور نوعي في العلاقة بين ريفي وضاهر وصولا الى التحالف في الانتخابات النيابية المقبلة.
وطلب ضاهر من الشعار أنه مثلما نصح ريفي، ان ينصح الحريري بجمع الصف، واشار الى انه زار مفتي الجمهورية وطلب منه توحيد الصف، وقال: “هناك تقصير في هذا المجال، وهذا الامر مرفوض، كما لا يجوز شن الهجوم على اللواء ريفي. ودعا الشعار الى تكريس وقته للاهتمام بالموقوفين الاسلاميين في السجون وما يتعرضون له وبشؤون السنة في لبنان لانه في حقهم آلاف وثائق الاتصال”.
وعلى الأثر تدخل النائب أحمد فتفت وقال لخالد ضاهر بغضب: “لا يجوز ان يقال هذا الكلام امام الناس”، وبالرغم من عدم رد الضاهر عليه، إلا أن الجو توتر، ما أدى إلى مغادرة عدد من الشخصيات وبينها الشعار.
وكان الكلام السياسي في المناسبة بدأ مع كلمة لرئيس المكتب السياسي لـ “الجماعة الاسلامية” النائب أسعد هرموش الذي دعا الى وحدة الموقف ضمن الطائفة السنية التي يوجد فيها ثلاثة أمور لا تمس هي رئاسة مجلس الوزراء ودار الفتوى والسرايا الكبيرة.