Site icon IMLebanon

الكرة في ملعب “حزب الله” وليس “المستقبل”!

 

كتبت ثريا شاهين في صحيفة “المستقبل”

تستغرب مصادر وزارية كيف أنّ العديد من الفرقاء يحمّلون تيار “المستقبل” مسؤولية عدم انتخاب رئيس وعدم الموافقة على ترشيح رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون، ويرمي هؤلاء الكرة في ملعبه.

وتشير المصادر، الى أن هناك جلسة في 28 الجاري مخصصة لانتخاب رئيس، ويمكن لجميع الفرقاء التوجه الى البرلمان وانتخاب رئيس. تيار “المستقبل” يتحاور مع أخصامه أكثر مما يتحاور مع حلفائه، ولكن بينه وبين التيار “الوطني الحر” لا طريق ولا اوتوستراد، فلماذا الحوار مع “المستقبل” في قضية الرئيس؟ ويجب قبل محاورتنا أن يحاور “التيار الوطني” حليفه أي كتلة “الوفاء للمقاومة”، في أنه إذا كان هناك أصرار على عون رئيساً، فلماذا لا يتم النزول الى المجلس النيابي لانتخابه، لا سيما وأنّ “القوات اللبنانية” رشحته أيضاً؟

وبالتالي، إذا كان هناك من انتقاد سياسي يجب أن يوجه الى حلفاء التيار الوطني، وليس الى تيار “المستقبل”. وهؤلاء الحلفاء لا يقومون بأي شيء من أجل أن يتم انتخاب عون، لهذا السبب لا يجب تحميل “المستقبل” هذه المسؤولية والكرة ليست في ملعبه. فلينزل نواب “حزب الله” الى المجلس النيابي وينتخبوا عون، وإذا فاز، فالجميع يهنئونه، وإذا لم يفز فما العمل؟ يجب تأمين النصاب، فهل تيار “المستقبل” يقول ممنوع انتخاب عون؟ يجب تأمين النصاب والإفساح في المجال أمام الجميع أن ينتخبوا، وهذه لعبة ديموقراطية، وبالتالي، تأمين النصاب هو أولوية. وإذا لم يتأمن فهذا يعني أن هناك أفرقاء لا يريدون انتخاب رئيس، بل تعيينه، والانتقاد الموجه الى تيار “المستقبل” هدفه التلطي وراء هذه المقولة لعدم انتخاب رئيس.

وتؤكّد مصادر سياسية بارزة أنّ الكرة هي في ملعب “حزب الله” الذي يمكنه أن يمون على عدد كبير من النواب لتأمين النصاب وانتخاب عون، لكنّه لا يريد رئيسًا للجمهورية، بل يريد أن يوهم عون بأنّ مشكلته ليست معه، بل مع الآخرين، وهو يضع الكرة في ملعب الآخرين وهذا غير واقعي، بينما يستطيع توفير 65 نائباً للنصاب والانتخاب.

وتلفت المصادر الى أنّ “المستقبل” في موقع الخلاف السياسي مع عون، ولكنّه يؤيّد إجراء الانتخابات، ولن يعطل لا ميثاقياً ولا عددياً، وبالتالي مسؤولية انتخاب عون تقع على “حزب الله”. ولدى نواب “المستقبل” مرشح يدافعون عن ترشحه، لكنهم مستعدّون للنزول الى المجلس النيابي، حيث لن يقاطعوا لا ميثاقياً ولا عددياً، وإلقاء المسؤولية على الآخرين هو خطأ كبير.

وتفيد مصادر نيابية، أنّ رمي الكرة في ملعب “المستقبل” هو بمثابة هروب الى الأمام، ويهدف الى تبرير ما يقوم به الحزب مقابل اتهام الآخرين بما يفعله هو. إن ما يحصل في ملف الرئاسة هو مصادرة إيران له بأداة “حزب الله”. وجلسة 28 الجاري ضمن المعطيات الحالية لن تنتج انتخاب رئيس، إلا إذا تغيرت حسابات إيران قبل هذا التاريخ وانعكست على مواقف الحزب، ولكن ذلك من الصعب حصوله في هذه الجلسة.

ولاحظت هذه المصادر أنه كان يسبق كل الجلسات ضخ أجواء وسيناريوات عن أن الانتخابات ستتم، وأن “المستقبل” سيسير في اتجاه جديد، وليس فقط قبل الجلسة المقبلة الأربعاء. لكن كل ذلك هدفه تحميل “المستقبل” المسؤولية، ومن يقوم بذلك هو الذي يستمر في موضوع التعطيل.

في كل الأحوال، يركز “المستقبل” على تضافر الجهود للحفاظ على الاستقرار، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وهو يدرك أن الشارع حق ديموقراطي، ولكن لن يواجه الشارع بشارع، والوقت ليس لمزيد من التخريب في البلد. والحكومة تمثل الجميع ولا مصلحة لأحد في إسقاطها.

وذكرت المصادر بأن ثوابت “المستقبل” في هذه المرحلة إضافة الى انتخاب الرئيس والاستقرار، هي في دعم عمل الحكومة وعدم القبول بالشلل والتعطيل.