Site icon IMLebanon

لبنان تحت الاحتلال الإيراني… رسمياً! (بقلم رولا حداد)

  كتبت رولا حداد

أن يقول قائد أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، إن بلاده “توظف خبراتها العسكرية التي اكتسبتها منذ حرب الخليج الأولى في خمس دول عربية، وهي اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين”، وإن “إيران تعمل حالياً على تقوية نفوذها في دول ما وصفها بـ “دول محور المقاومة”. فهذا ما يمرّ في لبنان مرور الكرام.

لا دولة في لبنان. لا رئيس جمهورية بسبب الفراغ الرئاسي صحيح، ولكن يبدو أيضاً أن لا حكومة ولا رئيس حكومة، ولا وزير خارجية ولا وزارة خارجية… ولا من يحزنون!

هل من يشرح لنا من المسؤولين اللبنانيين ماذا يعني أن تكون إيران “توظف خبراتها العسكرية” في لبنان؟ وهل هي توظفها في مساعدة الجيش اللبناني مثلاً، ومن دون أن نعلم كلبنانيين؟! وما هي آليات توظيف إيران لخبراتها العسكرية؟ وكيف تتم هذه العملية؟ وهل لدى المجلس الأعلى للدفاع أي علم بالموضوع؟ وهل يمكن لوزير الخارجية أو وزير الدفاع أو رئيس الحكومة أن يسألوا السفير الإيراني في لبنان عن هذه الخبرات وكيفية عمل إيران لاستثمارها في لبنان؟

وماذا لو قال رئيس أركان الجيش السعودي كلاماً مشابهاً أن السعودية تقوم بتوظيف خبراتها العسكرية في لبنان؟ وماذا لو قال ذلك رئيس أركان الجيوش الأميركية أو الفرنسية أو…؟! كيف كان تصرّف محور الممانعة؟ وهل تقبل أي دولة ذات سيادة أن يقول قائد جيش أي دولة خارجية إنهم يوظفون خبراتهم العسكرية من دون أن تكون مؤسسات الدولة المعنية على علم بما يجري؟!

يصرّ المسؤولون الإيرانيون، وخصوصاً قادة الحرس الثوري والمسؤولون العسكريون، بمناسبة ومن دون مناسبة، أن يُظهروا أن لبنان بات تحت سلطتهم. لم ننسَ بعد التصاريح الإيرانية التي تحدثت عن أن حدود الدولة الفارسية باتت على حدود المتوسط! في المقابل ليس ثمة مسؤول رسمي لبناني واحد يجرؤ على  الاعتراض أو أن ينتفض من موقع مسؤوليته نجدة لكرامة بلاده.

في الخلاصات السياسية للتصريحات الإيرانية المتكررة ولصمت المسؤولين اللبنانيين المطبق وعجزهم عن “ارتكاب” أي ردّ فعل، ولو لمجرد حفظ ماء الوجه، يمكن استنتاج الآتي:

ـ إن لبنان بات واقعاً بالكامل تحت الاحتلال الإيراني.

ـ إن الحكومة اللبنانية باتت تشبه حكومة فيشي الفرنسية تحت الاحتلال النازي.

ـ إن “حزب الله” بات فصيلاً من الحرس الثوري الإيراني، علناً وليس سرّاً، طالما شاء الإيرانيون إعلان ذلك رسمياً.

ـ بعد وقوع السياسة الدفاعية في لبنان رهينة لـ”حزب الله”، صار تغييب السياسة الخارجية أمام الهيمنة الإيرانية أمراً واقعاً يُضاف إليه تغييب دور وزارة الخارجية في الحفاظ على السيادة اللبنانية في مواجهة الغطرسة الإيرانية. فلا استدعاء للسفير الإيراني في لبنان لاستيضاحه عن مضمون هذه التصريحات، تماماً كما لم يتم استدعاء سفير النظام السوري بعد صدور القرار الظني في تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، ولا قبلها مع صدور الحكم في قضية سماحة- المملوك!

قد يكون أسوأ ما في كلام المسؤول العسكري الإيراني انه شبّه وضع لبنان باليمن والعراق وسوريا وفلسطين، وفي هذا التشبيه وحده ما يكفي من الدلالات حول الدرك الذي وصلنا إليه في لبنان. أوتسألون بعدُ عن الرئاسة؟!