استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السراي الكبير، وزير الإتصالات بطرس حرب الذي قال: “الإجتماع مع دولة الرئيس كان للاطلاع على نتائج زيارته الى الأمم المتحدة والإتصالات التي أجراها، خصوصا موقف الدول مما يجري في لبنان والإمكانات التي يمكن أن توفرها هذه الدول لمساعدة لبنان على مواجهة الأزمة الإقتصادية والسياسية والوطنية التي نعيشها”.
اضاف: “لا شك ان الموقف الذي عبر عنه دولة الرئيس يعبر عن رأي اللبنانيين بكاملهم، وقد هنأته عليه لأنه اختصر بصورة توحد وتسمح بالقول ان اللبنانيين باسم رئيس حكومتهم الذي يعبر عن رأي الحكومة نقل الى العالم الهواجس والمشاكل التي يعاني منها لبنان طالبا موآزرة العالم لحلها”.
وتابع:”كما بحثت مع دولة الرئيس في موضوع جلسة مجلس الوزراء المفترض انعقادها يوم الخميس المقبل، وفي موضوع الازمة المعيشية الناتجة عن تصريف مواسم التفاح في جبل لبنان. وقد أبلغني دولة الرئيس ان مساعي واتصالات تجري لمعرفة ما اذا كانت ستعقد جلسة مجلس الوزراء ويأمل ان تتوفر الظروف وينعقد المجلس لاسيما وان هناك الكثير من القضايا المطروحة والملحة، وتعطيل مجلس الوزراء من قبل اي فريق سيؤثر على حاجات الناس وعلى الأمور التي تتطلب تصريفا، خاصة وان اي قرار يمكن ان تتخذه الحكومة اللبنانية في موضوع تصريف التفاح وحل مشكلة المواطنين اللبنانيين يجب ان يمر في مجلس الوزراء. ومن المؤسف ان بعض الناس لا يعرفون ان المزارع اللبناني حاليا أمامه مهلة لا تتجاوز الأسبوعين ليقرر ماذا يمكن ان يفعل بموسمه؟ هل يرميه ارضا؟ او يبادر الى تخزينه في البرادات ؟ او ان يبيع صندوق التفاح ب عشرة الاف ليرة وهذه مشكلة كبيرة وبالتالي اذا لم ينعقد مجلس الوزراء ليقرر كيفية حل هذه المشكلة فكيف سيتمكن المواطن من حلها. لذلك كان من الضروري لفت نظر دولة الرئيس الى ان السعي لانعقاد مجلس الوزراء هو الحل الأمثل لتحمل الحكومة لمسؤولياتها، وتعطيل المجلس من قبل اي فريق سيلحق الضرر باللبنانيين وأتمنى ان لا يحصل هذا. فإلى جانب المصائب والمشاكل وعدم الاستقرار و الإطمئنان التي يعيشها اللبناني بسبب المواجهات الموجودة اليوم على الساحة السياسية نضيف له أزمة جديدة هي الخوف على مصيره ولقمة عيشه وباب رزقه الذي عمل عليه طيلة السنة ليجني مصروفه. ما يؤدي الى انعكاسات بعيدة المدى سواء كان على صعيد دفع المزارعين للجوء الى زراعات غير مشروعة وهذا ما يهددون به أو دفعهم الى الهجرة”.
وقال حرب: “الرئيس سلام اجرى اتصالا في حضوري مع ممثل البنك الدولي في لبنان وهو كان أبلغني خلال الإتصالات التي كنت اجريتها معه خلال وجوده في نيويورك انه تكلم مع رئيس البنك الدولي وكان إيجابيا وطلب من ممثل البنك في لبنان متابعة هذا الموضوع، و اليوم سيجري اتصالاته مع رئيس البنك الدولي لاطلاق آلية معينة آمل ان نتمكن من إنجاحها كي نؤمن للبنانيين وللمزارعين هذه الفرصة والاستمرار بحياة كريمة حتى ولو كانت قلقة، وفي حال لم ينجح هذا الأمر أنا متمسك باجتماع الحكومة لتقرر الدعم للانتاج الزراعي حتى ولو كان مكلفا ويفتح الباب على كل المنتوجات الزراعية الا ان معظم دول العالم تؤمن الدعم للانتاج الزراعي الذي تعتاش منه نسبة كبيرة من الشعوب لاسيما الشعب اللبناني”.
اشار وزير الاتصالات بطرس حرب الى ان “الحاجات لمشاريع عديدة كبيرة و ملحة انما لا اعتقد ان اي مشروع في لبنان هو اكثر إلحاحا من لقمة العيش ومن كرامة اللبناني ليستطيع العيش مع اولاده لا ان يعيش بالدين او ان يهاجر”. أملي ان نصل الى حل لهذه القضية و الرئيس سلام جدي جدا في تعاطيه مع هذا الامر. كما التقيت مع وزير الزراعة أكرم شهيب وبحثت معه هذا الامر وكلنا متفقون على وجوب ايجاد الحل. اتمنى من المجتمع الدولي مساعدة لبنان على حل قضيته خاصة وان لبنان ساعد كثيرا في حل قضايا النازحين وفي حال لم يتم ذلك نحن نتحمل مسؤوليتنا ولن نترك المزارع ليكون ضحية الصراعات السياسية”.
والتقى الرئيس سلام ، وزير الزراعة أكرم شهيب الذي تحدث بدوره عن مشكلة تصريف إنتاج التفاح فقال: “بحثت مع دولة الرئيس مشكلة تصدير إنتاج التفاح والعوائق التي تواجهنا سواء كانت لناحية الأسواق أو لناحية التكلفة الداخلية على المزارع ، والرئيس سلام بذل جهودا حثيثة خلال وجوده في نيويورك بالتواصل مع جهات دولية لتامين الدعم لهذا القطاع في لبنان وأنا بدوري أحاول مع كل السفارات المعتمدة أن نؤمن نوعا من التصريف بشكل يؤمن استمرار المزارع في زراعته والاستفاده من إنتاجه الذي ينتظره من موسم الى آخر، و آمل ان نصل خلال الساعات القريبة الى نتائج إيجابية”.