Site icon IMLebanon

قلّ لي أين صوايا… أقل لك أين الرئاسة!

 

 

 

كتبت ملاك عقيل في صحيفة “السفير”:

تسري نكتة طريفة داخل البيت العوني مفادها ان «البوصلة الحقيقية لمدى جهوزية «التيار الوطني الحر» واستعداده للنزول الى الشارع أو استنفاره لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية أو اي جلسة تشريعية هامة هي.. عصام صوايا»!

وعصام صوايا نائب جزين الكاثوليكي، الذي لا يعرف وجهه عدد كبير من الجزّينيّين والمحازبين العونيين، ورجل الاعمال الذي فرضت عليه أزماته المالية في الولايات المتحدة تجنّب المجيء الى لبنان وبالتالي ممارسة نيابته من بلاد العمّ سام، يتحوّل تلقائيا في زمن الازمات الى بوصلة لـ«التيار».

إن قَطعَ صوايا تذكرة سفر الى بيروت، يعني ان لعبة النصاب لا تحتمل ترف الغياب عن جلسات مجلس النواب (إن كان لجلسات تشريعية او رئاسية). وإن بقي غارقا في «البيزنس» في الولايات المتحدة، فهذا يعني ان الأمور «مسكّرة».

هذا ما حصل في السابق حين أوعز ميشال عون الى صوايا العودة الى لبنان تحسّباً لجلسة تصويت لمصلحة «القانون الأرثوذكسي»، وأيضا حين عقدت أولى جلسات انتخاب رئيس الجمهورية في العام 2013، لكن صوايا تكبّد عناء الحضور من دون نتيجة.

في العام 2011 ، حمل ميشال عون الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان تكليفاً مكتوباً من النائب صوايا بتسمية نجيب ميقاتي رئيسا للحكومة في الاستشارات الملزمة، فيما ردّت مصادر القصر ان رئيس الجمهورية سيدرس إذا كان هذا التفويض دستورياً لاحتساب صوت صوايا أو إلغائه!

اليوم لا يزال صوايا خارج البلاد ولم يتلق اتصالا هاتفيا يطلب منه العودة الى بيروت قبل جلسة يوم الثامن والعشرين الحاسمة، ما يعني بأن الجلسة الرقم 45 لن تكون خاتمة أحزان الرئاسة.

اكثر من ذلك، فان النائب الان عون حاليا في لندن من ضمن وفد نيابي برئاسة ياسين جابر… والنائب سيمون ابي رميا في باريس مشاركا في اجتماعات لجنة الصداقة اللبنانية الفرنسية، مع العلم ان الاثنين سيعودان غدا، وبالتالي سيشاركان في جلسة الانتخاب في حال طلب منهما ذلك.

أما الوزير جبران باسيل فقد أنهى لتوّه جولته على الجاليات اللبنانية في الولايات المتحدة الاميركية، لكن اجتماع المكتب السياسي لـ«التيار» لن يعقد اليوم مواكبة لحركة التصعيد في الشارع بسبب غيابه.

هكذا وطالما صوايا خارج البلاد فإن الرئاسة لا تزال عالقة في عنق زجاجة مفاوضات اللحظات الاخيرة بين سعد الحريري وميشال عون.

وفيما كان لافتا للنظر أن محيط الحريري عمّم مناخات ايجابية صادرة عنه شخصيا بشأن إمكان السير بعون رئيسا، وملاقاة العونيين لرئيس «تيار المستقبل» العائد بما يشبه «الزفة» السابقة لـ «عرس» صار على الأبواب، فإن التضارب في المعطيات بلغ حدا غير مسبوق وتجاوز المناخات التي أعقبت تبنّي الحريري لترشيح النائب سليمان فرنجية والتي أوحت يومها بأن انتخاب الرئيس صار وشيكا.

المهمّ ان الحريري شخصيا، وفق المعطيات، متحمّس لخيار عون «لأن البلد لم يعد يحتمل فراغا رئاسياً». الأهمّ ان الالغام التي تحول دون تحقيق رغبته لا تزال عائقا أمام ولادة معادلة سعد ـ عون.

ليس تاريخ 28 أيلول (جلسة انتخاب الرئيس) أو 29 ايلول (جلسة مجلس الوزراء) أو 13 تشرين الاول (ذكرى اقتحام قصر بعبدا) هي التواريخ التي ستحدّد مصير الرئاسة، بل قدرة سعد الحريري على فرض كلمته داخل «تياره» وتأمينه الحدّ الادنى من الغطاء السعودي وجرّ الرئيس نبيه بري الى ملاقاته الى منتصف الطريق من دون أن تكون «السلّة الشاملة» شرطا ملزما.

أما عصام صوايا، فسيكون حاضرا لـ«تقمّص» دور النائب حين «يناديه الواجب الوطني».