IMLebanon

خيارات الحريري الرئاسية خليط من أزمته الداخلية!

 

saad-hariri-2

 

تقول أوساط سياسية مطلعة على الكثير من مجريات هذا التطور لصحيفة “الراي” الكويتية إن دوافع الرئيس سعد الحريري نحو وضْع كل الخيارات الرئاسية بما فيها تحديداً خيار العماد ميشال عون على طاولة المشاورات التي أطلقها، هي خليط من أزمته الداخلية (المالية كما السياسية) والأوضاع العامة في البلاد. واذا كان لا مجال للخوض تفصيلياً في هذه الدوافع، فان ذلك لا يعني التقليل اطلاقاً من المطبات والعقبات الكبيرة والمعقّدة التي تعترض هذا الخيار في حال المضي به فعلاً.

اذ ان تحرُّك الحريري أدى في المقام الأوّل الى طرْح التساؤلات الكبيرة عن الثمن الذي قد يرتّبه عليه في منزله الداخلي اي داخل “تيار المستقبل” وكتلته النيابية التي شخصت الأنظار الى الاجتماع الذي عقدته بعد ظهر امس برئاسة الحريري والتي يسود واقع الرفض الواسع فيها لانتخاب عون رئيساً، وهو الأمر الذي يبدو انه يشكل أقوى الاختبارات والتحديات التي ستواجه الحريري اذا قرّر المضي في خيار عون. وثمة في هذا السياق مَن يطرح مخاوف من ان اي حرْق للمراحل بمعنى عدم تحضير “المستقبل” كتلةً وكوادر وبيئة لمثل هذا “الانقلاب الانتخابي” يمكن ان يكون مكلفاً على “التيار الأرزق” على مشارف مؤتمره العام في نوفمبر كما شعبياً بما قد يؤدي الى “تسرُّب” في مؤيديه نحو خيارات أخرى خرجت من تحت عباءة الحريري ولا سيما مع بدء العدّ التنازلي للانتخابات النيابية المقبلة 2017 والتي “يكمن” للحريري فيها ايضاً قانون انتخابٍ يريده خصومه على قاعدة نسبيةٍ لا تأكل إلا من “صحن” زعيم “المستقبل” سنياً، بما يؤثر على “الرافعة الأساسية” التي تجعله “مرشحاً طبيعياً” لرئاسة أي حكومة.

ثم ان وتيرة التساؤلات اشتدّت حيال موقف الرئيس نبيه بري الذي يُعدّ أقوى المناهضين لانتخاب عون، وهل بات ممكناً حمْله على السير في الاتجاه المعاكس، وايّ ثمن سيرتبه ذلك في وقتٍ يشترط بري الاتفاق على سلّة تسبق التفاهم على الرئيس وتواكبه. علماً ان دوائر سياسية تعاطت مع حركة الحريري في اتجاه فرنجية والانفتاح على خيارات أخرى بينها عون، على انها لنقل كرة تعطيل الاستحقاق من ملعبه الى ملعب “حزب الله” كما بري الذي سيكون عون بمواجهته في حال أصرّ على موضوع السلّة فيكون اي تأييد له من الحريري بلا طائل.

حتى ان إحدى الصحف القريبة من “حزب الله” سألت امس: “هل بمقدور حزب الله أن يقدم على تسوية سياسية داخلية حتى لو كان نبيه بري معترضاً عليها”؟ وذلك فيما كان الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله يصرّ على إبقاء الكرة في ملعب الحريري مشدداً على “ان العقدة ليست مع حلفائنا بل لدى تيار المستقبل، فعندما يتخذ (المستقبل) قراراً بالنزول الى البرلمان وانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، نستطيع ان نتفاهم مع حلفائنا”، مذكّراً بأن “هناك اليوم فرصة بوجود مرشحَين للرئاسة من 8 آذار، ولا يجب أن نفوّت هذه الفرصة بسحب ترشيح الوزير سليمان فرنجية”.

كما تشير الأوساط السياسية المطلعة في معرض قراءتها خريطة المطبات امام خيار عون الى ان موقف جنبلاط لا يزال عرضة لشكوك. علماً انه كان أوفد الوزير وائل ابو فاعور اول من امس الى المملكة العربية السعودية للوقوف على رأيها في مسار الاستحقاق الرئاسي. وقد عاد ابو فاعور وقام بزيارتين أمس لكل من الرئيسيْن بري وتمام سلام.