IMLebanon

هدنة في الرابية قبل “الشهادة” “الجنرال” صار رئيساً!

michel-aoun

 

كتبت ملاك عقيل في صحيفة “السفير”

في الشكل، كان خلو بيان اجتماع بنشعي بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية مساء الاثنين الماضي، كما بيان اجتماع «كتلة المستقبل»، أمس، برئاسة الحريري من اي إشارة الى التمسّك بترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، (بخلاف بيان الكتلة الأخير بتأكيده أن المبادرة «مستمرّة وقائمة»)، كافيا لبثّ المزيد من الارتياح في الرابية.

في المضمون، لا تزال المفاوضات بين عون والحريري مستمرّة لكن بحذر كبير. صحيح أن الحريري يتكلّم بلغة الابواب المفتوحة، ما قاد العونيين الى الاطمئنان بأن ثمار محادثات عمرها أسابيع بين ميشال عون والحريري، مباشرة او بالواسطة، قد بدأت تزهر إلى حد قول أحد النواب «المسألة حسمت.. الجنرال بات رئيسا والباقي صار مطلوبا من الآخرين».

يريد الحريري تبديد معارضي خيار عون في «كتلة المستقبل»، ما قاده إلى التريث بإبلاغ النواب، أمس، النية بتبنّي ترشيح «الجنرال» على أن يعود لاحقا لابلاغهم بنتيجة مشاوراته السياسية، مع تمسّك واضح بمعزوفة تحميل «حزب الله» وحليفه عون مسؤولية تعطيل النصاب!

أما العائق الأكبر فهو متراس عين التينة، حيث بدت الرسالة القاسية التي أطلقها «التكتل»، أمس، كأنها موجّهة مباشرة صوب عين التينة الرافضة وصول عون إلى بعبدا إلا بشروط تراها الرابية «تعجيزية وغير مقبولة»، فيما يطلق عليها بري وصف «السلّة المتكاملة» ومن التقى «الجنرال» استنتج، أمس، أنه ليس واردا في حساباته التفاهم مع بري قبل الرئاسة، «منحكي بعد وصولي إلى بعبدا».

وبعد ترويج قناة «أو. تي. في.» طوال يوم أمس لكلمة سيلقيها الوزير جبران باسيل بعد اجتماع «تكتل التغيير والإصلاح»، حازت ملفات النازحين والاتهامات بالعنصرية المساقة ضد «التيار» وتسجيل الولادات السورية وأزمات التفاح والبطاطا القسم الاكبر من كلمة وزير الخارجية الذي امتنع عن الردّ على أسئلة الصحافيين الحاضرين.

وهكذا تجنّب باسيل الحديث عن «الأجندة» التصعيدية لـ «التيار»، ولم يتطرّق إلى قضية ترشيح الحريري لـ «الجنرال»، ما يعني الرغبة بعدم ممارسة المزيد من الضغط على الحريري شخصيا، وبالتالي إعطاء فسحة للقاء بري ـ الحريري، بوصفها الحد الفاصل بين التصعيد والتهدئة.

وقد اكتفى باسيل بتنبيه كل من يسعى لتخريب البلد والوفاق وتعطيل الشراكة ووأد الميثاقية، «بأننا سنتصدى له بكل ما أوتينا من قوة حتى الشهادة».

وقال: «نطمئن كل من يريد هذا البلد موطنا للشراكة الوطنية والميثاقية وبناء الدولة بأننا كنا وسنبقى الى جانبه مدافعين عنه كدفاعنا عن أنفسـنا»، مؤكدا «أننا خط الدفاع ميثاقيا عن كل لبناني مستهدف من الداخل او الخارج».