في الأول من تشرين الأول عام 1996، أعلن أرسنال الإنكليزي تعاقده مع مدير فني جديد “مغمور”، لا يحمل سجله سوى إحراز الدوري والكأس الفرنسيين مرة مع موناكو، وكأسي الإمبراطور والسوبر مع ناغويا غرامبس الياباني.
وقتها تساءلت جماهير “المدفعجية” عن سبب التعاقد مع أرسين فينغر لخلافة بروس ريوش، لكن المدرب الفرنسي كان يخطط فيما يبدو للبقاء كثيرا في “هايبري”، ومن بعده “الإمارات”.
واليوم السبت 1 تشرين الأول، يكمل فينغر تماما عقدين من الزمان مع الفريق اللندني، حقق خلالها إنجازات يعتبرها محبو أرسنال “متواضعة”، هي الفوز بالدوري الإنكليزي 3 مرات، وكأس إنكلترا 6 مرات، فضلا عن الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرة يتيمة.
ورغم الإنجازات القليلة لفينغر، فإن مسيرة الرجل البالغ من العمر 66 عاما كانت حافلة بالفلسفة الكروية والأرقام التاريخية، بل والمعارك والصدامات أيضا، أبرزها مع “عدوه اللدود” جوزيه مورينيو.
فمنذ يومه الأول في لندن، قال فينغر إنه يسعى إلى تقديم كرة قدم حديثة بخطوط متراصة، وخلق مساحات وأداء سريع وتحركات منظمة، ومع مرور السنوات تمكن فينغر فعلا من صبغ أرسنال بلون خاص لا تخطئه عين مشجعي كرة القدم.
وأسفرت فلسفة الفرنسي عن إنجازات مبكرة مع أرسنال، حيث حقق الفريق ثنائية الدوري والكأس الإنكليزيين في ثاني مواسمه مع الفريق، ثم كرر الثنائية ذاتها عام 2002.
أما موسم 2003-2004 فقد كان تاريخيا بكل المقاييس لـ”أرسنال فينغر”، لم لا واللقب ذهب إلى ملعب “هايبري” من دون خسارة واحدة في موسم شهد تألقا استثنائيا للداهية الفرنسي تيري هنري، الذي كان فينغر وراء التعاقد معه.
وكان تحقيق اللقب من دون خسارة واحدة رقما قياسيا لم يتكرر حتى الآن في الدوري الإنكليزي، لكنه كان مجرد صفحة في كتاب إنجازات أرسنال وأرقامه القياسية في البطولة تحت قيادة المدرب المخضرم، تلك التي لم تحطم إلى الآن.
فأرسنال صاحب أكبر عدد من الانتصارات المتتالية (14 فوزا بين 10 شباط و24 آب 2002)، وصاحب أكبر عدد من الانتصارات المتتالية خارج الملعب (12 فوزا بين 3 آذار و26 تشرين الأول 2013).
كما أن المدفعجية لم يتذوقوا طعم الخسارة في 49 مباراة متتالية، من 7 أيار 2003 إلى 24 تشرين الأول 2004، وخاضوا 3 مواسم كاملة دون خسارة على ملعبهم (1998-1999 و2003-2004 و2007-2008)، وهو رقم قياسي يتقاسمونه مع الغريم مانشستر يونايتد.
كذلك وقّع أرسنال على رقمين قياسيين في سجل مبارياته خارج الديار، بلا هزيمة في موسم 2001-2002، وبـ27 مباراة متتالية دون هزيمة من 5 نيسان 2003 حتى 25 أيلول 2004.
لكن بعد فشل الفريق في الفوز بدوري أبطال أوروبا عام 2006، وخسارة اللقب لمصلحة برشلونة الإسباني في المباراة النهائية، انقلب سحر فينغر في تقديم كرة قدم جميلة على الساحر، وبدأت الجماهير تشعر بالتململ مع غياب الألقاب الكبرى.
أضف إلى ذلك “سياسة التفريخ” التي ينتهجها المدرب بتصعيد لاعبين صغار السن بدلا من التعاقد مع نجوم جاهزين، وهي سياسة إن كانت ناجحة فإن عائدها في الغالب يصب في مصلحة أندية أخرى تشتري النجوم الشابة من أرسنال.
واليوم يعتقد قطاع كبير من عشاق الفريق أن فينغر أصابته الشيخوخة، ليس بسبب شعره الأبيض لكن بسبب “حالة العجز” التي يظهر عليها فريقه في مباريات كثيرة، يكون أرسنال خلالها صاحب النسبة الأكبر من الاستحواذ، لكن لاعبيه يخفقون في هز الشباك، وبالتالي تحقيق الألقاب.