IMLebanon

حصاد إيجابي للحريري في أسبوع رفْع “الفيتو” عن عون

saad-al-hariri-and-michel-aoun-in-rabieh

كتبت صحيفة “الراي” الكويتية: ينوي زعيم “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري القيام بجولة خارجية تشمل تركيا وروسيا، اضافة الى محادثات محتملة مع مسؤولين سعوديين بهدف استكمال الصورة بعد عملية الاستكشاف التي قام بها الاسبوع الماضي في بيروت تحت عنوان فتح مسار جديد في الأزمة الرئاسية في لبنان يشمل إمكان الوصول الى تبني ترشيح زعيم “التيار الوطني الحر” العماد ميشال عون، وهو المرشح الرسمي لـ “حزب الله”.

وتكتسب الجولة الخارجية للحريري، الذي يفترض ان يلتقي بعد غد في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أهمية كبيرة باعتبار انها ستسمح من جهة باستطلاع إمكان إمرار تسوية رئاسية في لبنان في غمرة اشتداد فصول الاشتباك الكبير في المنطقة خصوصاً بين المملكة العربية السعودية وايران، كما ستتيح من جهة اخرى الوقوف على مدى قابلية عواصم ذات صلة بلبنان لتغطية السير بخيار عون.

ولا يقلّ المزاج الاقليمي حيال خيار عون أهمية عن ملابسات مواقف الأطراف الداخلية من ترشيحه، خصوصاً في ضوء تحفظات سابقة نُسبت الى مسؤولين بارزين في الديبلوماسية الروسية، اضافة الى المقاربات الملتبسة لموقف القيادة السعودية من حركة الحريري في اتجاه رفع “الفيتو” عن إمكان السير بعون، الذي يتم التعاطي معه على انه مرشح ايران للرئاسة في لبنان.

ويأتي التحرك الخارجي للحريري بعدما أنهى جولة مشاورات داخلية شملت امس رئيس الحكومة تمام سلام وشخصيات مستقلة من “14 آذار”، بعدما كان أجرى أول من امس لقاءين بارزين، واحد “ودي” مع رئيس حزب القوات اللبنانية “سمير جعجع وآخر”ايجابي” مع العماد عون تتويجاً للقاءات مشابهة مع معترضين اساسيين على انتخاب زعيم “التيار الوطني الحر”، وتحديداً مرشح الحريري الذي لم يتخلّ رسمياً عنه بعد، اي النائب سليمان فرنجية، اضافة الى رئيس البرلمان نبيه بري.

وفي قراءة لحركة الاتصالات الماراتونية التي قام بها الحريري والتي أعادت الاعتبار الى أولوية انتخاب رئيس للجمهورية بعد 28 شهراً من الشغور، يمكن التوقف أمام الخلاصات الاتية:

  • إن حركة الحريري خرجت من الزاوية التي حاول “حزب الله” حشْره فيها بتحميله مسؤولية استمرار تعطيل عملية انتخاب عون رئيساً، الأمر الذي كان ينذر بوضع “تيار المستقبل” ومعه الطائفة السنية في عيْن حركة الاعتراض التي سبق ان لوّح العماد عون بإطلاقها بدءاً من الاربعاء الماضي تحت شعار ان ترجمة الميثاقية الوطنية تكون بانتخاب المرشح الاكثر تمثيلاً عند المسيحيين.
  • ان الحريري الذي ابتعد خطوة عن فرنجية واقترب خطوة من عون، وضع الجميع من خصومه وحلفائه امام إما تحرك القوى المؤيدة لفرنجية لضمان فرصة انتخابه المعلقة منذ عام، وإما تأمين النصاب السياسي لانتخاب عون، وإلا فإن الحريري الذي قام بـ”مغامرتين” يكون ادى قسطه ورمى كرة المسؤولية في اتجاه الاخرين وفتح الباب امام خيار المرشح الثالث.
  • نجح الحريري، الجدي في استكشافه لإمكان كسر المأزق الرئاسي، في إحراج قوى “8 آذار” المرتبكة بـ”انتصارها” في تَصدُّر اثنين من مرشحيها (عون وفرنجية) واجهة السباق الرئاسي، وظهورها في موقع واضع الحواجز امام وصول احد مرشحيها، لا سيما العماد عون الذي حاصره بري بموقف اعتراضي من سقفين، واحد عنوانه “الود المعدوم” مع زعيم “التيار الحر” و آخر يرتبط بسلة من الشروط المسبقة التي يعتبرها بري “الممر الالزامي” لأيّ رئيس الى القصر الجمهوري.
  • الموقف المثير للشكوك لـ”حزب الله” من تحرك الحريري ومعاندة بري، وسط اسئلة عن هامش الاستقلالية التي يتمتع بها شريك الحزب في “الثنائية الشيعية” وإرادة الحزب الفعلية حيال وصول عون او الافراج عن الاستحقاق الرئاسي.

في هذه الأثناء، وفيما كثرت التقارير عن احتمال عقد لقاء بين بري وعون لبدء مرحلة “تطبيع العلاقة” بينهما بتشجيعٍ من “حزب الله”، لفتت إشارة اعتُبرت سلبية من رئيس البرلمان الذي نُقل عنه قوله امام زواره ان “اللقاءات الشخصية لا توصل إلى شيء وان الحل الأمثل يكون في لقاء وطني أي حول طاولة الحوار ولن أدعو اليها إلا وفق منحى جديد علماً أن اللقاءات الشخصية كانت مستمرة وما زالت”،موضحاً “ان كلامي هذا ينطبق على المرشحين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية أو أي مرشح آخر. لذلك، لا أرى سبيلاً للخروج من أزمتنا إلا باعتماد السلة، اي بنود الحوار المطروحة على الطاولة. واذا لمس أي شخص انني أعمل من أجل مصلحة شخصية في أي محل ما عليه الا أن يعمل على كشفها وإزالتها”.

ولم يبدُ عون بعيداً عن”الذبذبات السلبية” حيال ما يعتبره قريبون منه افتعال عراقيل امام انتخابه، وهو الذي نُقل عنه تأكيده رداً على بيان كان أصدره بري اول من امس وتمسّك فيه بمنطق “السلّة” التزام “ما يُجمع عليه اللبنانيون، عبر مؤسساتهم الشرعية، كما على طاولة الحوار”، لكنّه سأل إن كان”هناك من يريد تسوية، ويبحث عن أفضل صيغة لمعادلتها أم أن هناك من يريد إجهاض التسوية، ويبحث عن أفضل الذرائع لوأدها؟”.

وفي موازاة ذلك، برز تفعيل قنوات التواصل بين عون و”القوات اللبنانية” التي تدعم ترشيحه والتي أوفدت امس، رئيس جهاز التواصل والإعلام فيها ملحم رياشي الى الرابية حيث التقى زعيم “التيار الحر” ووضعه في أجواء لقاء الحريري – جعجع واطلع منه على تفاصيل محادثاته (عون) مع “زعيم المستقبل”.

وكان جعجع أطلق إشارات لافتة بعد اجتماعه بالحريري اذ اعلن “ان الخلاف مع الرئيس الحريري حول موضوع الرئاسة بدأ يضيق، ولم تعد خياراته مقتصرة على شخص واحد وهو منفتح على كل الاحتمالات”. واذ اكد ان الانتخابات الرئاسية”دخلت في مرحلة جديدة”توقع ظهور النتائج قبل الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس الجمهورية في 31 الجاري. وفيما شدد على استمرار دعمه لترشيح عون رافضاً منطق السلّة ووضع شروط على المرشح الرئاسي، عاود رمي الكرة في مرمى “حزب الله” فاستبعد ان يتخذ رئيس مجلس النواب “موقفاً متصلباً لو لم يكن منسقاً مع حزب الله” وقال: “انها End Game وهذه نهاية الطريق وعلى الحزب ان يتخذ موقفاً واضحاً وخياراً صريحاً”.