Site icon IMLebanon

نصيحة الخارج للحريري: المرشح “الطرف” ينسف الاستقرار

لفتت مصادر مقربة من “بيت الوسط” الى ان الرئيس سعد الحريري بات منفتحا على كل الخيارات لوضع حد للشغور الا انه لم يحسم بعد توجهاته ولا يزال حتى الساعة على تأييده لرئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، في انتظار استكمال مشاوراته ليس فقط في شقها المحلي انما الدولي والاقليمي أيضا، وأولى محطاته في موسكو غدًا الثلاثاء 4 ايلول، خصوصا ان ما سيسمعه الحريري في الخارج سيؤثر بلا شك في أي قرار قد يتخذه في المرحلة المقبلة “رئاسيا”.

وفي السياق، تتحدث مصادر سياسية مراقبة لمسار الاستحقاق ولمساعي الحريري الانقاذية لـ”المركزية”، عن قلق أو حذر، تركته المعلومات المتداولة عن قرب انتخاب العماد ميشال عون رئيسا، في أكثر من عاصمة غربية لم تتحمس لفكرة وصول شخصية محسوبة على فريق سياسي داخلي واقليمي الى قصر بعبدا، وقد استعجل مسؤولوها تصويب الاتصالات الجارية لبنانيا لانجاز الاستحقاق، بحيث لا تنحرف عن المسار الصحيح وتجرّ المواجهات الاقليمية مستقبلا الى ساحته الداخلية، فيما الحرص كبير على ابقائها مستقرة وفي منأى عن صراعات المنطقة.

المصادر توضح ان ثمة اصرارا غربيا على المحافظة على الأمن في لبنان وعلى تيار الاعتدال فيه، علما ان هذين العاملين مترابطان. ومعنى ذلك انه وفي ظل الاحتدام في المنطقة، والكباش الحاد بين المحور الايراني والمحور العربي بقيادة السعودية، من غير المحبذ انتخاب رئيس يمثل طرفا في الاصطفاف السياسي، سواء كان من 14 او 8 اذار، لان خطوة كهذه تعني انتصار فريق على آخر، الامر الذي يولّد احتقانا لدى الطرف الاخر قد لا ينحصر في النفوس وربما انتقل في الشارع، ما يهز الاستقرار ويشرّع لبنان أمام العواصف الاقليمية، وهو ما لا ترغب به أي من الدول الكبرى المنهمكة بملفات أخرى كثيرة.

والواقع هذا، تقول المصادر ان الرئيس الحريري خلال جولته الخارجية المرتقبة، قد يسمع نصائح بوجوب العمل على انتخاب رئيس مستقل من خارج الاصطفافات، يعمل على تفعيل عمل المؤسسات وتطبيق القانون واعادة إحياء المفاهيم السياسية والدستورية، ذلك ان وصول مرشح “فئة” الى السلطة، خصوصا اذا كان من 8 آذار، سيعرّض خط الاعتدال ولا سيما السني، لخضة قوية، ويسدي خدمة لتيار “التطرف”.

وهنا، تلفت المصادر الى أن قد لا يكون من مصلحة روسيا أولاً وايران من بعدها وتاليا “حزب الله” وصول رئيس طرف يحرّك العصبيات ويغذي الفتنة المذهبية والتطرف في لبنان فيما هي تسعى الى التصدي له في سوريا والعراق وغيرها من البلدان.

وعليه، تقول المصادر ان محصلة لقاءات الحريري المحلية والاقليمية قد توصله الى قناعة بضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت، لكن ليس أي رئيس، فالغرض من اتمام الاستحقاق ليس تعقيد المشهد اللبناني واضافة عامل مفجر اليه، بل تحصينه وتعزيز بنيانه في وجه الرياح الاقليمية.

وتنطلق المصادر من السؤال الذي وجهه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى رئيس الحكومة تمام سلام في نيويورك وفحواه “لماذا لا تذهبون الى مرشح ثالث غير العماد عون وفرنجية طالما انهما عجزا عن تأمين النصاب؟”، ومن دعوة وزير الخارجية المصرية سامح شكري خلال زيارته لبنان الى انتخاب رئيس حيادي، لتؤكد ان المجتمع الدولي المدرك لحساسية الوضع اللبناني ودقته، يفضّل انتخاب رئيس حيادي مستقل، صونا للاعتدال من جهة وللاستقرار من جهة ثانية.