تعرضت مدينة دوما، أبرز معاقل الفصائل المعارضة في ريف دمشق، لغارات كثيفة الاثنين 3 تشرين الأول، في وقت يخشى الأهالي مع محاولة القوات الحكومية اخيراً التقدم إلى المدينة، مصيرا مماثلا لأحياء حلب الشرقية، وفق ما يقول سكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
واستهدفت عشر غارات على الأقل المدينة الاثنين، لافتا إلى أن الشوارع خلت من المارة تزامنا مع تعليق الدروس لليوم الثاني على التوالي بعد أقل من أسبوع على استئناف العام الدراسي الحالي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “تشن طائرات سورية وروسية عشرات الغارات الجوية على مدينة دوما ومحيطها في الأسابيع الأخيرة، وتتزامن مع تقدم القوات الحكومية وحزب الله اللبناني إلى بعد ثلاثة كيلومترات عنها من جهة الشرق”.
وتنفذ القوات السورية الحكومية وحلفاؤها منذ مايو هجوما في الغوطة الشرقية لدمشق، مكنها من السيطرة على عشرات البلدات والقرى والمزارع في جنوب الغوطة الشرقية وأبرزها بلدة دير العصافير.
وبحسب عبد الرحمن، “تجري القوات الحكومية وحزب الله عملية قضم مستمرة في الغوطة الشرقية مكنتها من تضييق الخناق على معاقل الفصائل، والتي تحاول التقدم إليها من جهتي الشمال والشرق”.
ويخشى سكان دوما مع ازدياد وتيرة الغارات والمعارك أن يجدوا أنفسهم محاصرين بالكامل داخل المدينة على غرار سكان الأحياء الشرقية في مدينة حلب (شمال).
ويعيش نحو 250 ألف شخص في الأحياء الشرقية في مدينة حلب في ظل نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية، جراء حصار مطبق تفرضه القوات الحكومية منذ شهرين، تزامنا مع غارات روسية كثيفة منذ أقل من أسبوعين تستهدف المباني والمرافق الطبية.
وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ آذار 2011 بمقتل أكثر من 300 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.