تقول اوساط مواكبة لتحرك الرئيس سعد الحريري لصحيفة “الراي” الكويتية انه بعد الاسبوع الأول من تَحرُّكه، حقق الحريري قفزات نوعية في مبادرته ولكنها ليست بالمقدار الكافي للجزم بأنه يقف عند مشارف الاختراق الكبير الذي ينشده.
وتحدد الاوساط النقاط الإيجابية الأساسية التي انتزعها بالآتي:
– أثبت الاسبوع الاول ان الحريري لا يزال اللاعب الداخلي الأقوى تأثيراً في اللعبة السياسية رغم كل ما يحيطه من أوضاع خاصة صعبة، سواء في أزمته المالية او في مواجهته لتنامي الرفض داخل كتلته وفي الشارع السني لخيار انتخاب عون. ولعلّ الدليل على ذلك انه تمكّن من قلب المناخ الداخلي رأساً على عقب منذ إطلاقه تَحرُّكه.
– تجنّب الحريري في تحركه الجديد أخطاء ارتكبها لدى اعتماده خيار ترشيح النائب سليمان فرنجية بشكل متفرّد قبل التشاور مع القيادات السياسية المعنية، فلم يعلن حتى الآن اعتماده ترشيح عون وأبقى كل الخيارات مفتوحة، وانما مع التلويح بقوّة الى اتجاهه الى خيار عون كأحد أبرز الخيارات التي يمكن ان ترسو عليها حركته.
– وضع الحريري سائر القوى الداخلية امام ساعة الحقيقة وكشْف النيات الحقيقية من خلال إرغامها على إخراج ما لديها من اتجاهاتٍ ومواقف لا بد لها من تحديدها بسرعة سواء كانت مع خيار عون او ضده او كانت لديها خيارات أخرى بديلة، ولكنها في كل الأحوال مضطرة الى كشف نياتها الحاسمة.
– أثبت الحريري تكراراً امام الرأي العام اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً انه الزعيم الأكثر تضحية واندفاعاً الى إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي في المنصب المسيحي الاول في لبنان والوحيد في العالم العربي والإسلامي، وربح رصيداً كبيراً جديداً في الساحة المسيحية خصوصاً لدى جمهور أكبر قوّتيْن مسيحيتيْن هما «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية».
في المقابل، تلفت الأوساط نفسها الى ان مجموع هذه النقاط المهمة لا يحجب مجموعة محاذير مماثلة قد يكون اختراقها أصعب مما يتراءى للمتفائلين بمآل هذا التحرك. اذ ان مضي الحريري نحو خيار عون أدى الى كشف الحجم الكبير من المخاوف التي يثيرها اعتماد هذا الخيار خصوصاً بالنسبة الى شخص عون لدى الكثير من القوى الداخلية، بما سيرتّب في أقلّ الأحوال أكلافاً كبيرة جداً لحمل القوى المتحفظة او الرافضة على تسهيل هذا الخيار، بما يفتح باب الابتزازات والبازارات السياسية على الغارب وهو ما لا قدرة للحريري وحده على تَحمُّله.