أكدت مصادر بارزة في قوى 14 آذار لـ”السياسة”، أن توقيت الموقف الإيراني الذي عبّر عنه حسين أمير عبد اللهيان بدعم بلاده ترشيح النائب ميشال عون لأنه حليف المقاومة و”حزب الله” مريب ومدعاة للتشكيك، سيما لتزامنه مع المشاورات التي يقوم بها رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري، متسائلة لماذا لم تعلن إيران موقفاً مؤيداً لانتخاب عون وداعماً له منذ وقت طويل؟ وهل المطلوب هو حرق ورقة عون مع عودة اسمه الى الواجهة رئاسياً، خاصة أن إيران تعلم جيداً أن المملكة العربية السعودية ودولاً عربية أخرى لا تحبّذ سير الحريري بدعم مرشّح “حزب الله” وإيران في لبنان؟، وبالتالي فإن الغاية من هذا الموقف الإيراني المثير للتساؤلات، هو دفع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الى إبلاغ الحريري صراحةً رفضها انتخاب عون لأنه سيسلّم لبنان الى الوصاية الإيرانية عبر “حزب الله” وحلفائه.
وكشفت المصادر أنه من خلال المشاورات اللبنانية التي أجراها الحريري بما يتصل بالاستحقاق الرئاسي، ظهر بوضوح أن هناك “فيتو” شيعي معلن عبّر عنه رئيس مجلس النواب نبيه برّي برفض انتخاب عون وآخر مستتر لـ”حزب الله” لن يعلنه حالياً، خشية انفراط عقد تحالفه مع “التيّار الوطني الحرّ”، مكتفياً بإيلاء هذه المسؤولية لحلفائه وفي مقدّمهم برّي.
وفي السياق، أعرب مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت، في تصريحات إلى “السياسة”، عن اعتقاده أن المشاورات الرئاسية الجارية التي يتولاها الحريري وآخرون، قد تصبّ في نهاية المطاف في مصلحة رئيس “تيّار المردة” النائب سليمان فرنجية، بعد بروز عقبات رئاسية تحول دون انتخاب عون وتحديداً من جانب برّي الذي يُعتبر ركناً أساسياً لا يمكن تجاهله في المعادلة السياسية اللبنانية وتحديداً في الانتخابات الرئاسية، مشيراً الى أن فرنجية لا يزال يتقدّم بقوّة صفوف المرشّحين للرئاسة اللبنانية، وقد يكون الأوفر حظاً للفوز بها إذا سارت الأمور لمصلحته في نهاية المطاف.