لفتت أوساط عبر صحيفة “الراي” الكويتية الى أنه من الواضح أن رئيس مجلس النواب نبيه بري بدا كمِن رمى حجراً ثقيلاً جداً في بئر الرهانات العونية والحليفة له على اتجاه الرئيس سعد الحريري الى تبني ترشيحه رغم أن زعيم “تيار المستقبل” حرص في كل محطاته على تَجنُّب إعلان أي تخلٍّ عن ترشيح النائب سليمان فرنجية ولكن من دون أن يخفي إمكان تبنيه لترشيح العماد ميشال عون أيضاً وفق ما تفضي اليه مشاوراته.
ولعلّ النقطة المتوهجة التي كشفتها مسارعة بري الى ما يوصف بـ “القوطبة” على الحريري والتحدّث عن نتائج تحركه بدل الحريري نفسه، هي أنها أشعلت التساؤلات حول حقيقة موقف الشريك الشيعي الآخر الاساسي أي “حزب الله” وأين يقف من هذا التطور الدراماتيكي.
كما أن موقف بري كشف ناحية أخرى تتمثّل في عقم التحركات التي قام ويقوم بها وسطاء بين بري وعون ومن بينهم نائب رئيس مجلس النواب سابقاً ايلي الفرزلي، الوثيق الصلة بعون، والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم. اذ جاء موقف بري في قطعه الطريق تماماً ونهائياً على فرص انتخاب عون ليكشف أن كل ما قيل عن تقدُّم في تحسين الأجواء بين بري وعون لم يكن دقيقاً ولا صحيحاً، بل أن الأمور قد تتجه نحو تدهور واسع، الا اذا حصل تحرّك ما استثنائي من جانب “حزب الله” لتدارُك الأزمة وبلوغها حدود دفع العماد عون الى تفجير الموقف السياسي برمّته من خلال العودة الى خيار تحريك الشارع ابتداء من 13 تشرين الأول الجاري ذكرى اسقاطه عسكرياً على ايدي القوات السورية العام 1990.
وتعتقد الأوساط المواكِبة لمجمل التأزيم المستجدّ عبر “الراي” أن ثمة قطبة مخفية كبيرة ستتكشف قريباً ويتولى التمهيد لها بوضوح الرئيس نبيه بري خلاصتها حسم خيار انتخاب العماد ميشال عون سلباً وإعادة التراصف وراء ترشيح النائب سليمان فرنجية. لكن ذلك، بحال صحّ، يشكل في نظر هذه الاوساط عنواناً ظاهرياً لمعادلة أخرى هي التمديد للفراغ ما دام “حزب الله” يَظهر كأنه غير معني بكل ما يجري، لذا تتريث الاوساط في إسباغ أي توقعات متسرعة في انتظار ما سيقدم عليه العماد عون في الساعات والأيام المقبلة والذي بات أمام مرحلة مفصلية حاسمة لم تعد تحتمل أي مهادنة وتهدئة بالنسبة اليه بعدما أوحى له تحرك الرئيس سعد الحريري بأن رئاسة الجمهورية صارت قاب قوسين او أدنى من متناوله.