في إطار مشروع “تعزيز قطاع الحليب ومشتقاته في شمال لبنان” الممول من الاتحاد الأوروبي والذي تتولى تنفيذه مؤسسة رينه معوض، تمّ تقديم “معدات لاستخراج حليب الأبقار وخزانات لحفظه” لتعاونيات زراعية في عكار والشمال في مؤسسة رينه معوض في مجدليا- زغرتا، وذلك بحضور ملحقة التجارة وتنمية القطاع الخاص ﻟدى ﺑﻌﺛﺔ اﻻﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ في لبنان فيرجيني كوسول، والرئيس التنفيذي لمؤسسة رينه معوض ميشال معوض، ورؤساء تعاونيات، وممثلين عن منظمات دولية ومحلية.
بعد النشيد اللبناني ونشيد الاتحاد الأوروبي، كانت كلمة لرئيس الجمعية التعاونية للتنمية والتربية الحيوانية في عندقت طوني رفّول ألقى فيها الضوء على الخدمات التي إستفادت منها التعاونيات الزراعية من خلال المشروع، وقال: “لقد تمكنا من خلال هذا المشروع من الاستفادة من خدمات عدة على صعيد المعرفة أو تحسين المنتجات. فبفضل مؤسسة رينه معوض، تمكنّا من تحسين نوعية منتجاتنا وتحديداً منتجات الألبان، مما زاد من كمية الإنتاج ومن دخل المزارعين”.
وألقى كلمة مؤسسة رينه معوض رئيسها التنفيذي ميشال معوض ومما جاء فيها: “تا يبقى اللبناني بأرضو” هو شعار الاحتفال الذي نظّمته مؤسسة رينه معوض بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها.
وفي الحقيقة هذه الكلمات الثلاث هي أكثر بكثير من شعار، انها رهان أخذته مؤسسة رينه معوض على نفسها لتساهم بوضع حد للنزوح وللهجرة.
انها فعل ايمان بالانسان اللبناني ليبقى حرّا في أرضه ويعيش بكرامته ويكون مواطنا صالحا في مجتمعه. ان المشروع الذي نتوجه اليوم في هذا الاحتفال، مشروع “تعزيز قطاع الحليب ومشتقاته في شمال لبنان”، بتمويل من الاتحاد الاوروبي، هو في صلب رسالتنا. هو بامتياز مشروع “تا يبقى اللبناني بأرضو.”
هذا المشروع يهدف الى تحسين الظروف المعيشية لعدد من المزارعين في شمال لبنان، من عكار والمنية – الضنية وزغرتا الزاوية.
انه مشروع شامل يبدأ بارشاد وتدريب وتمكين المزارعين وتشجيعهم على انشاء تعاونيات لادارة شؤونهم، ويستمر بتزويدهم بمعدات وتكنولوجيات حديثة لزيادة كمية الانتاج وتحسين الجودة والنوعية، ولا ينتهي الاّ بتأمين الأسواق عبر تطوير قدرات المؤسسة بالصناعات الغذائية المرتكزة على الحليب، لأنه لا يكفي أن نزرع أو ننتج انما يجب علينا أيضاً ان نؤمّن تصريف الانتاج. وأزمة مزارعي التفاح أكبر دليل على ضرورة تطوير العلاقة بين المزارع والاسواق.
نجتمع اليوم لنوزّع الى التعاونيات الزراعية المعنية بهذا المشروع معدّات لاستخراج الحليب وبرادات لحفظ الحليب. ولكن أكثر من ذلك ان اجتماعنا يكرّس الشراكة الانمائية الناجحة بين ثلاث فرقاء:
من جهة المؤسسات الدولية المانحة الممثّلة اليوم بالاتحاد الاوروبي الذي أمّن الدعم المادي لهذا المشروع.
ومن جهة ثانية مؤسسات المجتمع المدني كمؤسسة رينه معوض التي درست المشروع وقدمته الى الاتحاد الاوروبي وهي مسؤولة عن تنفيذه.
ومن جهة ثالثة القطاع الخاص الذي من شأنه ربط المزارع بالأسواق الاستهلاكية.
هذه الشراكة الانمائية تكتب مرة جديدة قصة نجاح بدعم المزارع الشمالي وتعزيز قطاع الحليب ومشتقاته في مناطقنا.
بهكذا مبادرات نكون نفعّل اقتصادنا الريفي، بهكذا مبادرات نكون نمكّن المزارع ونساهم في أن ينتج ليبقى بكرامته حراً في أرضه.
كوسول
وأشارت كوسول من جهتها إلى أنّ “المشروع الذي يجمعنا اليوم والممول من الاتحاد الأوروبي بهبة قدرها 700.000 يورو يعكس نهجنا المفضل المتمثّل ببذل الجهد وتوفير الدعم حيث يمكن إحداث فارق، أي عبر دعم التعاونيات، وأصحاب الأعمال التجارية الصغيرة، والمجتمعات الريفية”.
بعد ذلك تمّ تسليم المعدات لتعاونيات زراعية في عكار والشمال شاركت في المشروع وهي الجمعية التعاونية لتنمية الثروة الحيوانية في حكر الضاهري وجوارها، والجمعية التعاونية لتربية المواشي وإنتاج الحليب في قضاء زغرتا، والجمعية التعاونية للتنمية والتربية الحيوانية في عندقت، والجمعية التعاونية لإنتاج الحليب في بلدة الجومة-عكار، والجمعية التعاونية الزراعية الإنمائية في الضنية.
وتجدر الإشارة إلى أن أهداف المشروع تتمثّل بتحسين الظروف المعيشية لسكان الريف في شمال لبنان الذين تأثروا بشكل كبير بالنزوح السوري وانعكاساته الاقتصادية في المدى الطويل، وذلك للتخفيف من حدة الفقر المدقع في المناطق الريفية وإبقاء السكان في قراهم، عبر إدخال تكنولوجيات متقدمة للمزارعين الذين يمثلون غالبية السكان من أجل تحسين نوعية منتجاتهم وتحديداً منتجات الألبان، مما يزيد من كمية الإنتاج، وتجهيز الحليب، وزيادة الدخل.