IMLebanon

الحريري إلى خيار عون بلا تردد.. “ماذا بعد”؟

hariri-aoun-1

كشفت صحيفة “السفير” أن الرئيس سعد الحريري الذي عاد الى بيروت آتيا من موسكو، ليل أمس الأول، سيترأس اليوم اجتماع “كتلة المستقبل”، الذي لم ينعقد يوم الثلاثاء الماضي، بسبب معلن هو سفر الرئيس فؤاد السنيورة الى الخارج، فيما بدا واضحا أن الحريري لا يريد في هذه المرحلة أن يصدر عن “الكتلة” أي موقف من شأنه أن يفسر سلبا أو إيجابا من هذا الطرف أو ذاك، لذلك، قرر ضبط إيقاع تياره السياسي، آخذا على عاتقه أن يتحمل تبعات الخيارات التي سيقدم عليها، بما فيها ترشيح العماد عون.

وقد استبعد أحد الأعضاء البارزين في “كتلة المستقبل” أن تصدر عن اجتماع اليوم قرارات أساسية، وقال لصحيفة ”السفير” ان الحريري سيطلع أعضاء الكتلة على نتائج الجولة الأولى من مشاورات في الداخل والخارج (موسكو)، والوجهة التي يسلكها بعد دراسة كل الخيارات التي وضعت على طاولة النواب في جلسة سابقة، وأكد أن الحريري ليس مستعجلا وهو سيأخذ وقته، وسيواصل جولته التي ستقوده الى الرياض وباريس وأنقرة، ومن بعدها يبدأ العد العكسي للاحتمالات الداخلية.

واستبعد عضو “كتلة المستقبل” أن يعود الحريري من السعودية بجواب رسمي واضح سواء بتبني عون أو غيره من المرشحين، وقال ان المؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين، ولذلك، لن يلزم السعوديون أنفسهم باسم محدد، كما حصل في حالة ترشيح سليمان فرنجية، وهم أعطوا اشارة الى الحريري، فهمت بأنها عبارة عن ضوء أخضر مشروط (لا ممانعة)، فاذا بلغت مبادرته خواتيمها النهائية، سيجد موقفا سعوديا داعما، واذا اصطدمت بحائط مسدود.. سيتحمل وحده تبعات ذلك.

وقالت مصادر أخرى في “كتلة المستقبل” لـ”السفير” إن الحريري سيعيد التأكيد أمام أعضاء كتلته بأن أي قرار سيتخذه، بما في ذلك خيار انتخاب عون، سيكون مستندا إلى مجموعة من الأسباب الموجبة التي كان تولى شرحها بالتفصيل سابقا.

وعلم أن الحريري استبق الاجتماع بجولة مشاورات شملت معظم أطياف كتلته النيابية، وخصوصا بعض الأسماء المعترضة على خيار عون، وخلص إلى أن جميع النواب سيتبنّون خياره باستثناء عدد من النواب لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وبينهم بطبيعة الحال الرئيس فؤاد السنيورة الذي كان قد ردد أمام زواره بأنه لن يكسر قرار الحريري، ولو يخرج من تحت عباءته، برغم قناعته الراسخة بأن الأمور لم تصل الى ما وصلت اليه الا بسبب ما يسميها “بعض السياسات الخاطئة”.

ووفق أوساط “المستقبل”، فإن الحريري سيبادر قبل إعلان تبني “الجنرال” رسميا في غضون الأسبوعين المقبلين، إلى عقد لقاء مع رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية من أجل إبلاغه رسميا قرار العودة عن ترشيحه في ضوء الخيارات التي كان قد طرحها أمامه في لقاء بنشعي الأخير.

وتوقعت مصادر مراقبة ارتسام مشهد سياسي جديد محليا فور إعلان الحريري تبنيه رسميا لميشال عون، ولم تستبعد أن تلي ذلك إطلالة سياسية للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في السياق الإيجابي ذاته، على أن يكون يوم 31 تشرين الأول، علامة فارقة في الاستحقاق الرئاسي.

وفي السياق نفسه، علم أن العماد عون يتصرف منذ لقاء الرابية بينه وبين الحريري، على قاعدة أن تبني ترشيحه من زعيم “المستقبل” قد أصبح وراء ظهره، وهو الأمر الذي أظهرته معطيات الساعات الأخيرة، وبينها اجتماع المكتب السياسي لـ”التيار الوطني الحر” في الرابية يوم الاثنين الماضي.

ومن المنتظر أن يحدد “الجنرال” في الساعات المقبلة روزنامة جولة “رئاسية”، يفترض أن يبدأها من عين التينة وتشمل بشكل رئيسي “بيت الوسط” وكليمنصو ومعراب وبكفيا وبنشعي، ويفترض أن يبدد خلالها هواجس بعض القوى وخصوصا المعترضة على ترشيحه!

ووفق المعلومات نفسها، كان الحريري خلال زيارته إلى الرابية حاسما وغير متردد، وهو أبلغ “الجنرال” خياره النهائي بدعم ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وطلب منه إمهاله إلى حين عودته من رحلته الروسية، وتمنى عليه أن يحاول طمأنة جمهور الشارع السنّي بخطاب هادئ، الأمر الذي جعل رئيس “تكتل التغيير” يكسر قرار الصمت ويطلب من إدارة “أو. تي. في.” أن يطل من أجل توجيه سلسلة رسائل إلى بعض الجهات المحلية والخارجية، وهو تلقى إشارات من المقلب الحريري مفادها أن المقابلة التلفزيونية أدت غرضها السياسي.

وقد سئل الحريري في مجلس خاص، عما إذا كان يعتقد أن هناك فرصة لتحقيق اختراق رئاسي وبالتالي فصل المسار اللبناني عن المسار الإقليمي – الدولي، بالتزامن مع ازدياد التوتر السعودي – الإيراني من جهة والأميركي – الروسي من جهة أخرى، فقال إن البلد مشلول منذ سنتين ونصف سنة وانه حاول خرق الجمود من خلال ترشيح سليمان فرنجية، “لكن “حزب الله” لم يتجاوب معي وتبين لي أنه ليس بصدد الموافقة على فرنجية، وها أنا الآن أسعى إلى فتح آفاق جديدة عبر مشاوراتي التي وإن بيّنت لي أن أكثرية الأطراف لا تريد ميشال عون إلا أن اسم “الجنرال” أصبح من ضمن الخيارات الواردة بالنسبة إليّ”.

وأضاف الحريري: في السابق، لم يكن خيار “الجنرال” مطروحا، خصوصا بعد فشل المحادثات التي أجريتها معه في المرحلة الأولى (مطلع العام 2014)، لكن الجديد الآن هو أن دعمي ترشيح عون بات من الاحتمالات الممكنة.

وتابع الحريري: “هناك من كان يتهمنا، أنا والسعودية، لا سيما في الوسط المسيحي، بأننا نعطل انتخاب الرئيس، لكن خطوتي المتقدمة ستثبت للجميع، خصوصا للمسيحيين، أنه لا سعد الحريري ولا الرياض هما من يعرقلان الانتخاب وبالتالي وصول الجنرال إلى قصر بعبدا، بل إيران والحزب، والدليل أنني ذهبت إلى خيار الحد الأقصى في مرونتي وإيجابيتي وأبديت انفتاحا على ترشيح عون.. ماذا بعد”؟.