يجزم مصدر سياسي مطلع على الاجواء الخارجية المحيطة بالملف الرئاسي، انّ كل الحراك الجاري على الساحة المحلية لانتخاب رئيس- طرف، الى ايّ محور سياسي انتمى لن يثمر، لانّ المعادلة المتحكّمة بالشأن الرئاسي اللبناني لا يدير بوصلة توجهاتها اي من افرقاء الداخل مهما علا شأنه، بل تديره مجموعة معطيات وثوابت تتخطى بأبعادها الداخل اللبناني الى مصالح الدول الكبرى في المنطقة وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية، التي ولئن تبدو تنأى بنفسها عن الاستحقاق اللبناني لانهماكها بأزمات دول الشرق الاوسط واستحقاقها الخاص الشهر المقبل، لا تغفل عما يدور في هذا المجال اقله لجهة حماية مصالح حليفتها الكبرى في المنطقة، اسرائيل، خصوصا على عتبة انتخاباتها الرئاسية حيث الصوت الفاعل والاكثر تأثيرا للوبي اليهودي.
ويشرح المصدر للوكالة “المركزية”، انّ واشنطن لا يُعقل ان تسلم لبنان لمرشح المحور الايراني الذي يدعمه حزب الله وطهران، التي اكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى للشؤون الدولية حسين امير عبد اللهيان منذ ايام” انّ للعماد ميشال عون الافضلية في الرئاسة وله دور هام بالنسبة للمقاومة وأخذنا على عاتقنا دعمه كونه يدعم المقاومة ونقدّر دائما جهوده في هذا الشأن.” فهل من المنطقي في ضوء هذا الكلام ان تترك واشنطن لبنان لايران وتفتح امامها الطريق للهجوم على اسرائيل من بوابة جنوب لبنان حيث سيتسنى لها آنذاك ان “تسرح وتمرح” من دون مساءلة، والضربات التي وجهتها تل ابيب لمواكب او قوافل ضمت مسؤولين ميدانيين ايرانيين وآخرين من حزب الله قرب الجولان شاهد حيّ على رفض اقتراب ايران من حدود اسرائيل؟ ويعزّز المصدر اعتقاده هذا، بالعودة الى المقابلة التي اجراها منذ ايام العماد عون حيث لم يغيّر قيد انملة في مواقفه الداعمة لحزب الله ولم يدلِ بما يمكن ان يطمئن الى تراجعه عن دعم هذا المحور.
ويردف: اما المملكة العربية السعودية التي تؤكد لمن يراجعها من الزوار اللبنانيين، أنها لا تتدخل في الاسماء ولا فيتو على اي مرشح، فانها لا تنفك تعيد على مسامع هؤلاء النغمة نفسها بالهجوم الشرس على ايران ومن يدور في فلكها، فهل ستقبل بوصول من يدعم هذا المحور الى رئاسة الجمهورية لاستكمال مسلسل الانقضاض على لبنان ووضعه في الجعبة الايرانية؟ بعدما تسبب الحزب حتى الساعة بخسائر لا تعد ولا تحصى على المستويات كافة وفي مقدمها ضرب الاقتصاد والقضاء على اي مشروع نهضوي فتسبب بتطيير هبة المليارات الاربعة السعودية وتعريض علاقات دول الخليج برمتها بلبنان الى اخطر انتكاسة كادت تلامس القطيعة لولا تدخل الوسطاء الحريصين على لبنان.
ويرسم المصدر “سيناريو” مستقبلياً لما يمكن ان تكون عليه صورة لبنان، في ما لو وصل رئيس طرف، وخصوصا من محور 8 آذار، فيقول ان اي أمل بانهاض لبنان من كبوته الاقتصادية سينقطع بفعل الموقف الخليجي المتوقع الا يكون مرحباً بخطوة من هذا النوع، ولطالما كانت نهضة لبنان من بوابة الاستثمارات الخليجية. اما في المقلب السياسي- الامني، فانّ أخطر ما قد يستجلبه هذا الوصول، استنهاض العصب السني المناوئ لايران، بما يعني هذا الاستنهاض من مخاطر في ظل وجود اكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري ونحو 500 الف لاجئ فلسطيني، الى جانب سنة لبنان، و”داعش” على بعد كيلومترات قليلة من لبنان.