Site icon IMLebanon

“جبل تعقيدات” يعترض درب عون الرئاسي

 

 

تجيب مصادر سياسية متابعة لمسار الاستحقاق سلبا على سؤال، “لو توصّل الرئيس سعد الحريري توصل في محصلة مشاوراته الرئاسية الى قناعة بدعم ترشيح رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون والتخلي عن تأييد رئيس “المردة” النائب سليمان فرنجية، فهل هذه الخطوة كافية لفتح أبواب قصر بعبدا امام الزعيم البرتقالي؟”، وتقول لـ”المركزية” ان القراءة الموضوعية للتطورات التي شهدها الملف الرئاسي بعيد انطلاق المسعى “الحريري” الاخير، تدل بالوقائع والادلة الدامغة الى أن مفاتيح انتخاب “الجنرال” لا يصادرها التيار الازرق كما حاول البعض الترويج في الاشهر التي خلت، بل هي في جيب أطراف أخرى باتت، علنا أو سرا، تعترض على خيار “الجنرال”. انطلاقا من هنا، ثمة عقبات كثيرة يجب على التيار البرتقالي تذليلها اذا أراد ايصال العماد عون الى بعبدا، لا علاقة لبيت الوسط بها هذه المرة. أولى هذه العقبات وأكبرها، تكمن في موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لا ينفك يعلن تأييده للنائب فرنجية ويتمسك بإنجاز سلة تفاهمات شاملة تسبق انتخاب الرئيس. وفي هذا الاطار، برزت الدعوة التي وجهها في الساعات الماضية “حزب الله” على لسان عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي الى “حليفيه” في حركة أمل والتيار الوطني للشروع في “حوار مباشر”، والتي ذكّرت بالمواقف التي رددها في الماضي حول ضرورة الحوار بين “المستقبل” و”التيار”، من دون أن يتحرك لتسهيل انتخاب حليفه. على أي حال، لا تستبعد المصادر ان يزور العماد عون عين التينة قريبا محاولا كسب تأييد الرئيس بري. العقبة الثانية، تتابع المصادر، ترفعها “المختارة”، حيث لا يحبذ رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط كثيرا انتخاب العماد عون رئيسا. الا ان موقف زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي قابل للنقاش، فهو وفق المصادر، سبق وأكد انه لا يمكن ان يقف في وجه الاجماع المسيحي كما انه يحاذر تأثيرات اعتراضه على ترشيح الجنرال المدعوم من معراب، على العيش المشترك في الجبل والذي يحرص عليه كل الحرص، وعلى نتائج الانتخابات النيابية المرتقبة. ثالث العقبات، مصدرها بنشعي حسب المصادر، حيث انكسرت الجرة تماما بين التيار الوطني وحليفه السابق “المردة”. ومن غير المستبعد هنا، أن يرفض النائب فرنجية الانسحاب من السباق الرئاسي ولو انتقل الرئيس الحريري الى ضفة مؤيدي العماد عون وأن يسير بترشيحه حتى النهاية. ويضاف الى التعقيدات التي تواجه زعيم “التيار”، موقف حزب “الكتائب” الذي يرفض وصول اي مرشح يحمل مشروع 8 آذار الى سدة الرئاسة، الا انه مستعد للتصويت لأي شخص صاحب مشروع وطني جامع، وقد تكون لرئيس “التغيير والاصلاح” زيارة الى بكفيا يحاول خلالها تطمينها وتبديد هواجسها.

هذا محليا. أما خارجيا، فالصورة ليست أكثر “وردية” إزاء خيار الجنرال، حسب المصادر، فموسكو وفق ما تقول المعلومات غير متحمسة للرئيس الطرف. السعودية من جهتها، لا تحبذ رئيسا يدور في الفلك الايراني ولو أنها تترك الكلمة النهائية في هذا الشأن للبنانيين، في حين لا تزال ايران ترفض الافراج عن الاستحقاق الرئاسي لابقائه ورقة تفاوضية في يدها بدليل وقوف “حزب الله” صامتا ومتفرجا على الازمة الرئاسية.

هو جبل اعتراضات وتعقيدات سيتعين على الجنرال حفره بالابرة للوصول الى “قمة” الرئاسة، ولم يعد “المستقبل” جزءا منه، فهل ينجح في اجتياز الطريق الصعب أم تحول كل العوامل التي ذكرت آنفا دون بلوغه بعبدا؟ تختم المصادر.