Site icon IMLebanon

عوائق داخلية وخارجية تعترض السباق الرئاسي في أمتاره الأخيرة

كتبت صحيفة “الراي” الكويتية: تعايش “جنباً الى جنب” في فضاء الاستحقاق الرئاسي في لبنان علاماتُ استفهامٍ جوهريّة ووقائع سياسية لا لبْس فيها تعكس ترنُّح الأزمة السياسية – الدستورية المتمادية منذ بدء الشغور الرئاسي في مايو 2014 بين “هبّةٍ باردة” و”هبةٍ ساخنة” على وقع المحاولات الداخلية، وتحديداً من زعيم “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري لاجتراح حلٍّ على قاعدة إمكان السير بزعيم “التيار الوطني الحر” العماد ميشال عون رئيساً، وهو المسار الذي يواجه معاندةً محلية يتصدّرها رئيس البرلمان نبيه بري، وأفقاً خارجياً لا يبدو مساعِداً على تحقيق انفراجاتٍ في الواقع اللبناني المتشابك كـ “خيوط العنكبوت” مع الاشتباك الكبير في المنطقة.

ومن أبرز علامات الاستفهام التي تشغل لبنان ولا مَن يستطيع أن يقدّم إجابات حاسمة حولها:

وفي الوقائع السياسية شبه المحسومة، يمكن التوقف عند الآتي:

وبهذا المعنى فإن الحريري يحسب خطواته ويحاول تحصين اي تبنٍ لترشيح عون بضمانات اولاً مع عون نفسه حول الخطوط العريضة للعهد الجديد وثانياً مع حلفاء الأخير كي لا تتكرّر تجربة ترشيح فرنجية قبل نحو 11 شهراً والتي أجهضها حلفاؤه في “8 آذار”.

ومن هنا، فإن زعيم “المستقبل” سيستكمل جولته الخارجية التي بدأها من موسكو ليكمل الصورة الاقليمية والدولية ذات الصلة بآفاق الأزمة اللبنانية، وهو يستعدّ لزيارات يفترض ان تشمل فرنسا والمملكة العربية السعودية وربما تركيا ومصر، بعدما كان أبلغ الى أعضاء كتلته البرلمانية خلال اجتماعها اول من امس ان الأمور المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي لم تبلغ بعد مرحلة حسم الخيارات، وإن كان أفصح انه يطرح خيار عون من ضمن الخيارات المفتوحة التي يشملها تحركه، وسط معلومات عن انه كشف امام كتلته ان جولته الداخلية الأسبوع الماضي أظهرت وجود معارضة لخيار زعيم “التيار الحر” لدى فرنجية وحزب الكتائب في موازاة تمسك الرئيس بري بخيار السلة وحذَر لدى النائب وليد جنبلاط، وحماسة من رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع.

وتشي محاذرة زعيم “المستقبل” القيام بـ “خطوات ناقصة” وحاجته الى مزيد من الاتصالات بأن الموعد الذي حدّده عون لتحرك شعبي في ذكرى إطاحته عسكرياً من قصر بعبدا في 13 تشرين الاول 1990 والتي يرجح ان يحييها في 16 الجاري ستحلّ من دون ان يكون أمر ترشيحه من الحريري قد بُتّ ولا تأمّنت كل ظروف عودته الى القصر الذي كان دخله العام 1988 كرئيس حكومة عسكرية انتقالية.

واذا كان المناخ الرئاسي الذي يعتبره عون مشجعاً لجهة جعله أقرب ما يكون الى بلوغ سدة الرئاسة أفضى اول من امس الى عودته عن قرار مقاطعة جلسات الحكومة، فإن أوساطاً سياسية تتوقع ان يكمل زعيم “التيار الحر” مسار رسائل حسن النية من خلال جعل التحرك في ذكرى 13 اكتوبر منبراً لتعزيز محاولات “الوصل” مع الآخرين من خلال “خطاب رئيسٍ” على مشارف أبواب القصر حيث يتوقع ان يحتشد عشرات الآلاف في عرض عضلات شعبي يرفد “الجنرال” بأوراق القوة الضرورية في الأمتار الأخيرة من السباق الرئاسي.

وفي غمرة هذا المناخ، كان بارزاً اول دخول علني لـ “حزب الله” على خط الأزمة بين بري وعون من خلال كلام للنائب نواف الموسوي حمل إشارات الى تمسُّك الحزب بعدم القفز فوق رئيس البرلمان في الملف الرئاسي، كما عكس عدم ارتياحٍ الى ما يُحكى عن تفاهم رئاسي تم التوصل اليه بين عون والحريري وذلك من خلال المطالبة بـ “تظهير التفاهمات التي قيل إنها قد أبرمت”.

فقد دعا الموسوي “حليفينا العزيزين الكريمين، أي إخواننا في التيار الحر وحركة أمل (يتزعّمها بري)، إلى الشروع في حوار مباشر وجدي من شأنه أن ينتج تفاهما (…) كما نشجع على تظهير التفاهمات التي قيل إنها قد أبرمت، فنحن نصدق حين يقال إن هناك تفاهمات أبرمت، ولكن حتى نبي الله هو قال (أرني كيف تحيي الموتى، قال أولم تؤمن، قال ليطمئن قلبي)، ولذا نأمل أن يتم أيضا في أقرب وقت ممكن تظهير التفاهمات، لأن من شأن ذلك أن يسرع الخطى إلى تكريس التفاهمات اللازمة للخروج من هذه الأزمة”.